حلم فرح




كانت هناك صبية اسمها فرح . كانت فرح تعيش في عائلة كبيرة . الأب فلاح في قرية والأم تساعده في الحقل وسبعة أخوات وأخ واحد. كان لدى فرح مشكلة في الكلام فهي تتأتأ و تثأثأ و العديد من كلماتها تخرج غير واضحة وهذا جعلها تكره الذهاب إلى المدرسة لأن العديد من الأطفال يسخرون منها و من كلماتها ولهذا سعدت بأجازة الصيف. كانت كل يوم تستيقظ في الصباح لكي تساعد أمها في المنزل ثم تذهب إلى والدها في الحقل ومعها طعامه ثم تعود إلى المنزل في الظهيرة لتساعد والدتها في أعداد الطعام للجميع على عكس أخواتها الذين أرادوا الاستفادة من الأجازة بالنوم و اللعب.
ظلت فرح تذهب إلى والدها و تساعده كل يوم إلى أن جاء يوم نظرت فيه إلى يديها فوجدتهما خشنتان من كثرة العمل الشاق فقالت لنفسها :
" سأظل في المنزل اليوم . أنا تعبت من الجري كل يوم إلى الحقل ومن الحقل وكأنني الابنة الوحيدة في هذا البيت " .
ظلت في فراشها وهي مغمضة العين تدعي النوم :
دخلت والدتها إلى حجرتها ثم خرجت ونادت والدها وقالت له :
" لا أدري لماذا لم تستيقظ فرح إلى الآن ؟ أخاف أن تكون مريضة ".
قال الأب :
" ابنتي العزيزة مريضة !. لكم أنا حزين . لن أذهب إلى الحقل اليوم . سأظل بجوارها حتى تصبح بخير ".
شعرت فرح بالخجل وتأكدت من شعور أهلها نحوها وفتحت عينيها ونظرت للأب وقالت :
"أنا بخير يا أبي ولكنني كنت مرهقة وأريد أن أسترح اليوم إذا لم يكن لديك مانع ".
أعطاها أبوها قبلة كبيرة وقال لها :
" سأعطيك أسبوع أجازه إذا أحببت ".
جلست فرح بجوار التليفزيون في منزل جيرانها تنظر إلى البرامج فوجدت مسابقة عالمية أسمها
" الأولمبياد ".
ألعاب كثيرة و لاعبين من كل العالم . والأول يحصل على ميدالية ذهبية .
ظلت تسأل فرح عن هذه المسابقات فقال لها أحد الجيران أن هذه المسابقات بدأت في اليونان وأن أول رياضة في الأولمبياد كانت رياضة الجري ولكن لمسافات كبيرة وتسمى " الماراثون ".
قالت فرح لأصدقائها وجيرانها :
" أريد أن أحصل على ميدالية ذهبية لكي هديها إلى أبي ".
ضحك الجميع لأنهم شعروا أن ما تحلم به فرح من المستحيل أن يتحقق .
قررت فرح أن تبدأ من اليوم في تحقيق هدفها وهو الحصول على ميدالية ذهبية في الأولمبياد .
اختارت فرح رياضة الماراثون ولذلك أصبحت تستيقظ في الصباح الباكر وتأكل وجبة كاملة وعندما يستيقظ والدها تجري من بيتها إلى الحقل لتسبقه إلى هناك ثم تعود إلى والدتها لتساعدها ثم تأخذ الطعام وتجري إلى الحقل لتعطيه لوالدها . تظل فرح تجري من الحقل والى الحقل حتى أصبحت سريعة جدا ونشيطة جدا ، بل أصبحت أسرع طفلة في القرية كلها.
ذاع الخبر بين أصدقائها أنها أصبحت سريعة ، حتى أن أحد الجيران قرر أن يرى مدى سرعتها عن طريق سباق للجري يرتبه مع أطفال القرية كلهم .
بدأ السباق وقد أشترك فيه الجميع ولكن لم يستطع أحد من الأطفال أن يلحق بفرح .
سمع مدرب المدرسة عن تفوق فرح في الجري وسرعتها فأخبر والدها أنه سيرعاها ويحاول إشراكها في المسابقات .
نجحت فرح في التفوق في رياضة الماراثون وأصبحت من أسرع الفتيات في مصر كلها .
اشتركت فرح في الأولمبياد وسافرت خارج مصر لتشارك في مسابقات الماراثون .
كم كانت فرحة القرية كلها حين اجتمعت أمام التليفزيون لترى فرح وهي تجري بسرعة الرياح وتسبق كل فتيات الشعوب الأخرى وتحصل على ميدالية ذهبية.
سألها المذيع بعد انتصارها وحصولها على الميدالية :
" ماذا ستفعلين الآن بعد هذا التفوق ".
أجابت فرح :
" سأهدي هذه الميدالية إلى أبي ".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ