لكتوم يستدعي الشيطان في حياته كل يوم مائة مرة



ا

الشخص الكتوم يعاصر الحدث ، و لا يتحدث عنه أبدا و إذا شعر باستياء تجاه شيء ما ، لا يناقشه و لا يتحدث عنه و يعتبر أن أي حديث فيه انتهاك لخصوصيته و يترك المواضيع لكي يحلها الوقت .

الخطورة هو أن الوقت لا يحل المواضيع ، الوقت يخفف من وطأتها عليه و لا يزيلها ، فالبقعة على القميص إذا تركتها ثبتت و أصبح من الصعب إزالتها ، و حين ترتدي قميصك قد تنسى من الذي قام بتوسيخه و لكنك لن تنسى أن به بقعة تجعله يبدو سيئا .

- لو لم تسأل فلن تعرف
- و لولم تعرف فستعتمد على رأيك الأوحد تجاه أي موضوع
- ورأيك الخاص قد يظلم من أمامك لأن الشخص الآخر له تبريره هو الآخر
- فهل لك أن نعاتب حتى لا يدخل الشيطان بينك و بين أحبائك

الكتمان في المشاعر الجيدة يذهب بهجتها و الكتمان في المشاعر السيئة يدخلها من حالة الوعي إلى حالة اللاوعي و هي حالة من النكران التي تتسبب في أن تكون لدينا ردود أفعال غير منطقية أحيانا.

المصارحة و الحديث مع الأحباء و خاصة فيما يجرحنا و يؤلمنا و يجرحهم و يؤلمهم قد يسفر عن مواقف لا نحبها و لكن تلك المواقف بالحب ستحل و بالحنان ستتلاشى .

لن تعرف كم من البقع على قميص الحياة قد تزول بالعتاب و لو لم يجدي العتاب فدعها تبقى ، و لكن حينئذ و حين ترتدي القميص ستعرف بالتأكيد من قام بتوسيخه و سيعلم من قام بوضع هذه البقعة على قميصك أنه السبب و بالتالي تصبح الأمور واضحة و صريحة .

الشيطان يدخل دائما في أفكارك فيسممها ، قد يجعلك توقن أن أهلك ينبذونك و الحقيقة هي نقيض ذلك ، فقد تكون أنت من نبذهم ووضع نفسه داخل فقاعة من العزل و تركهم و لم يدخل في حياتهم و اعتبر أن رعايته لهم عند المرض هي كل البر .

الشيطان يدخل في أفكارك فيسممها و يجعلك تشعر بأنك غير جدير بالسعادة ، و يقلب لك موازينك ، فيجعلك تشعر بعكس الحقيقة ، كم من مرة شعرت أن الناس تتجنبني و في الحقيقة كان ملامحي و مشاعري بالغربة تشعرهم بعدم رغبتي في الاقتراب من أحد و بالتالي لم يكن أحد يحاول القرب مني .

أنا أكتب هذه المقالة و أنا في اكتمال نضجي العاطفي ، أنا في الخمسين و ما زلت أتذكر مشاعري في المراهقة و فترات الشباب و أعرف كم كنت أشعر بالعزلة و أنني لا أجد من يفهم مشاعري و كنت أعزل نفسي و ألقي باللوم على كل من حولي و لكن الآن شعرت ، كم كنت مخطأة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ