الدرس
اخذت بعض العبر و الدروس من وفاة والدتي الحبيبة وهي
الدرس الأول :
اجعل هدفك في الحياة هو الإحسان ، فأحسن في تربية أولادك و اجعل نيتهم خالصة لله و هذا ما فعلته والدتي رحمها الله ، فقد كانت قليلة الكلام عميقة الأثر في النفس ، و كانت تؤنبنا كثيرا إذا وجدت أن لنا نزعة فردية و رغبة في التميز الفردي على روح الجماعة و تنزع منا هذه الرغبة نزعا ، أيضا تميزت والدتي بأنها كانت تركز دائما على علاقاتنا الأخوية و تقول " أنا مش باقيالكم ، انتم مسيركم لبعض " و لذلك فكنا كلنا بجوارها و لا يبحث أي منا على تميز شخصي ، بل و يخجل من أن يفصح عن رغبة شخصية تفسد روح الجماعة. و اتذكر كيف اندهشت الممرضات المختصات بمتابعة حالة والدتي الحرجة في المنزل و اللاتي كن على مدار الساعة ، اندهشن من علاقة الأخوة و الأخوات و علاقتنا بأمنا و أردن ( مجتمعات) أن يعرفن ماذا فعلت هذه السيدة الفاضلة بنا لكي نكون بهذا الترابط و الحب و لو عن بعد .
الدرس الثاني :
إنا لله و إنا إليه راجعون و لذلك فنحن دائما إلى عودة الى الله و مهما بعد الشخص منا عن الله فهو سيرجع إليه ، وجدتها تحدث دائما في حالة الوفاة ، فتجد أن الوفاة تستقطب النفوس السليمة من أهل المتوفي إلى ربها لترجع إلى القرب من الله و الرغبة في إرضاءه و تعيد من كان في غفلة إلى الطريق السليم
الدرس الثالث :
الله سبحانه و تعالى أوجدنا في الحياة ، كل له دوره مهما عظم أو قل ، و لا يجب أن يقلل أحد من دوره في الحياة ، فحتى لو كان يمثل خيط صغير في ثوب الحياة ، فمن المؤكد أن سقوطه من هذا الثوب سيوجد خللا و قد ينفرط الثوب
الدرس الرابع :
التعود على ذكر الله و الإكثار من قراءة الشهادة فالباقيات الذاريات كانت دائما مع أمي ، فهي من المسبحات بكرة و أصيلا ، فلم أجدها تجلس منفردة إلا و كانت تسبح على أصابعها و أحيانا بالمسبحة و لذلك حين انقطعت عن الصلاة لإدراكها المتقطع و عدم تركيزها ، كنت ألاحظ أصابعها و هي تسبح بحمد الله و اسمع صوتها الوهن و هي تقول الشهادة و وجدت أن التعود على ذكر الله و استدعاءه الدائم ينفعنا حين تشخص أبصارنا و يتوه عقلنا ، فتظل عاداتنا معنا ، و يا حبذا لو كانت عادات حسنة
الدرس الخامس
لا تستهن بقدرات أي شخص مهما كان صغيرا ، ففي الحالات الحرجة ستجد لديك القدرة على صنع المعجزات ، فقد قامت ابنتي الحبيبة الصغيرة بالوقوف إلى جوار جدتها في لحظات حرجة من النزيف و كانت يدها مع الممرضة إلى أن انتقلت إلى المستشفى ، و كانت متواجدة لحظات الغسل و من يراها في الأيام العادية يجدها فتاة رقيقة و يظنها ضعيفة و لكن القوة من عند الله.
أتمنى من الله أن يزيح عن قلوب الناس جميعا الحزن لفراق أحبائهم وأن يرحم والدينا كما ربيانا صغيرين
تعليقات
إرسال تعليق