اين المفاتيح



أين المفاتيح

دخل طفل مع والده في قصر كبير ، كبير جدا ، شعر الطفل أن هذا القصر ليس له نهاية .
مرت الأيام و اكتشف الطفل أن القصر به أبواب كثيرة ، كل باب منها يصله إلى أماكن و أشياء جديدة يعرفها .
وجد ان والده يفتح بعض الأبواب المغلقة بمفاتيح لديه و لم يسأل والده عن مصدرها ، أليس والده يمتلك تلك المفاتيح.
كبر الطفل و أصبح شابا و انطلق في القصر بعيدا عن والده ، ظل يبحث هنا و هناك ، و اكتشف أنه ليس وحيدا في هذا القصر الكبير ، فاقصر مليئ بالشباب و الكبار و الأطفال ، كان يظن أن القصر ملك لأبيه و لكنه وجد أن القصر ملك الجميع
يدخل الشاب في بعض الأبواب المليئة بالمغامرة و الإثارة و بعض الأبواب المليئة بالحب و العاطفة و أبواب مليئة بالموسيقى و الحركة و لكنه لم يجد بابا شعر فيه أنه سعيد ، ظل يبحث في كل مكان و لدهشته أن كل باب يدخله كان يقوده لآلاف الأبواب الأخرى و في كل باب كان هناك بوابة كبيرة عليها يافطة كبيرة مكتوب عليها بوابة السعادة الأبدية و لكنها بلا مفتاح.
تذكر المفاتيح التي حملها والده و لكنه لم يجد والده .
وقف الشاب بعد أن صار رجلا ، أمام البوابة فوجد فتاة تنظر إلى البوابة ، حاولا أن يدفعاها ، أن يكسراها ، بعد أن تعبا ، نظر كل منهما للآخر و قالا ، السعادة أن نكون معا .
تزوجا الاثنان في القصر و شارك فرحتهما الجميع و لكن كلما مر الوقت ، كلما شعر الاثنان أن السعادة ما زالت في بوابة كبيرة مغلقة لم يستطيعا أن يصلا إليها .
ذهبا الاثنان إلى بوابة السعادة و وجدا عدد الذين يقفون أمامها قد كثروا حتى أصبح من الصعب الوصول إليها و الجميع يحاول فتح البوابة بشتى الطرق.
سمع الرجل صوت أباه وهو يقول :
عجبا لكم ، لماذا تحاولون كسر البوابة و المفاتيح موجودة
ترك الجميع البوابة و نظروا للأب صائحين:
أين المفاتيح؟
أجاب الأب:
مع صاحب القصر!
تسائل الجميع :
أين هو؟
قال الأب :
في كل مكان في القسر ، أدعه يستجب لكم!
دعا الجميع صاحب القصر و طلبوا منه مفتاح البوابة ولدهشتهم إنه أعطاهم مفاتيح كل الأبواب .
نظر الرجل لامرأته و قال لها :
كم كنت جاهل ، فصاحب القصر موجود و لكنني لم أسأل عنه و المفاتيح معه و لم أطلبها
قالت المرأة :
لا تلم نفسك فأنت لم تكن تعرف تلك المعلومة
قال الرجل وهو يبتسم بسخرية:
هذه المعلومة يا حبيبتي مكتوبة على كل جدران القصر و لكن لا أحد يقرأ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ