جيل الحروب




بعد زواجي و انجابي لطفلتي العزيزة احتككت بالعديد من النساء من خارج نطاق عائلتي ووسطي و تربيتي ، لأن أهلي كانوا لايختلطون بمن لا يتناسب معهم ، و مع طريقتهم في التربية ، ولذلك فقد رأيت طرقا جديدة للتربية من حولي ، تختلف بالكامل عمن اعتدته ، و كنت اسمي الجيل الناشئ القادم " جيل الحروب " ، لأني رأيت الأم تقول لابنها في النادي ، أو في النشاط الرياضي ، أو في المدرسة ، حين يأتي إليها بأكيا ، تقولها له بحزم ، و قوة :
" إللي ضربك اضربه "
و حين ناقشت الأمهات في هذه الجملة ، وكيف أن الأم يجب أن تعلم أولا من البادئ ، و ما سبب الضرب ، وهل ابنها هو البادئ ، خاصة أن الطفل في علم النفس ، مخلوق واسع الخيال و أناني ، ولذلك فأي تصرف عفوي من زميل له قد يأخذه على انه هجوم ، وأجد الرد من الأم :
" أنا مش عايزاه ضعيف و بتاكل حقه ، أنا عايزاه يعرف يدافع عن نفسه "
في المقابل وجدت أن ابني في اتوبيس المدرسة لم يقف مع اخته مرة في مواجهتها مع أحد زملاءها ، لأنه وجد أنها المخطأة ، لأنها بدأت العداء .
ظللت أراجع نفسي كثيرا و احلل الأحداث ، هل أترك أولادي يحّكمون عقلهم و يحلّلون المواقف ، أم اجعلهم مع جيل يعومون في بحر نظام " اللي ضربك اضربه"
مرت السنوات و انتهي الأمر أن جيل الأولاد لم يقم حروبا بعد و لكنه الجيل الذي ضرب فيه الاستاذ تلامذته حتى الموت وانشغل كل واحد بأخذ حقه بيده ، و كان تعليل الاستاذ أن الطالب أو التلاميذ يستفزون مشاعرهم و لا حيلة لديهم في الرد على الاستفزاز سوى بالضرب و الضرب بعنف لأنه تربى على " إللي ضربك اضربه و اللي شتمك اضربه و اللي استفزك اضربه و اللي في حالة اضربه "
إن الأم مدرسة ، و للأسف الأم المصرية الحالية مدرسة بلا منهج

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ