الانتاج يحسن السلوك





كنت و ما زلت منذ أكثر من أربعة عشر عاما و أنا أزور مؤسسة الإسكندرية لرعاية الأطفال مرة أسبوعيا و خلال تلك السنوات حاولت بوسائل مختلفة تغيير سلوك الأطفال ، و كانت كل طريقة تصلح لنوع من الأولاد و لا تصلح لنوع آخر ، إلى أن توصلت أخيرا لوسيلة نفعت مع الكل بلا تمييز .
الانتاج كان هو الحل الأمثل للأولاد ، فقد قمت بتعليمهم فن الموزاييك و اصبح لكل منهم لوحة يصنعها لكل يأخذ أجرها المتواضع الذي يسمح له باقتناء البسيط من الهدايا و أصبح الأطفال عبارة عن خلية منتجة يحثوني على إحضار الأدوات لاستكمال لوحاتهم البسيطة الجميلة و مع الوقت تعاونوا معا لانتاج لوحات مشتركة و أصبح بعضهم يقوم بكسر السيراميك و الآخر يقوم باللزق و الثالث يضع المواد المجمعة و يقومون بتقسيم الأموال عليهم و تغير سلوكهم معا تغييرا جذريا
إن انتاجهم أشعرهم بكيانهم و بجدواهم و الفلوس التي يأخذها الصبي نتيجة عمله أعطاه الثقة في نفسه و في مستقبله و أصبحت أرى الابتسامات على الوجوه و الحماس في صوتهم حين يطلبون لوحات أكثر
أتمنى أن تتكرر تجربتي مع المؤسسات الأخري و أن نجد وسيلة للأولاد لكي يصبحوا منتجين و يصبح لديهم الأموال التي تشعرهم بكيانهم و يتحسن سلوكهم الجماعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ