الأرنب الحزين



كان الأرنب الصغير يعيش في الغابة وهو حزين . إذا طلب أن يلاعب الفيل ، سخر منه الفيل و سخر من حجمه قائلا: أنا لا العب مع من في حجمك .
إذا أراد أن يتبارى مع الأسد ، ضحك عليه هو وأشباله .
حين تجتمع الحيوانات للعب بالكرة ، ترفض أن ينضم إليهم الأرنب لكي لا يكون السبب في هزيمتهم . وكانوا يجعلونه يحضر الكرة إذا ذهبت بعيدة عنهم .
أراد الأرنب الحزين أن يعلم كيف يمكن أن يكسب صداقة الحيوانات الكبيرة .
نصحه أصدقائه الأرانب وقالوا له :
" صادق من هم في مثل حجمك ، فأنت لست في حجم الفيل ولست ندا للأسد ".
وقال أكبرهم سنا :
" اعرف قدر نفسك وارض بما قسمه الله لك " .
قال الأرنب :
" أنا أريد أن يحبوني كما احبهم وهذا ليس
بكثير ".
ولكن حدثت مفاجأة للجميع لم تكن متوقعة .لقد شب حريق كبير في الغابة .
بدأت تنتشر بسرعة . اتجهت الحيوانات بعيدا عن النار وهي خائفة ماعدا الفيل الذي ظل يساعد الحيوانات الهاربة وذلك بنزع الفروع والأشجار التي تسد الطرق .
جاء الأسد مسرعا طالبا النجدة من الفيل وهو يقول :
" تعال معي يا صديقي إن أشبالي في الداخل و لا أستطيع أن اصل إليهم.
ساعد الفيل الأسد حتى وصلا لمكان الأشبال ولكنه كان رمادا ! .
بكي الأسد ودمعت عينا الفيل ولكن !
سمع الأسد و الفيل صوتا من خلفهم يقول :
" تعالا إن الأشبال هنا لقد وجدتهم في حفرة "
ذهب الفيل والأسد إلى مكان الأشبال ولكن الحفرة كانت مليئة بالأغصان والنار من حولها . ولا يستطيع الفيل أن يصل إليهم بزلومته .
اقترح الأرنب أن يربط الأشجار الموجودة بفروع طرية من الأشجار الخضراء ويجذبها الفيل .
رمى الأسد الأغصان الطرية للأرنب وربطهم بالأشجار وجذبهم الفيل . ألقى الأسد الأغصان مرة أخرى فربطهم الأرنب حول الأشبال .
استطاع الأرنب أن ينقذ الأشبال على الرغم من أن النار اشتدت حوله . اخذ الأسد أشباله بعيدا عن النار .
سمع الأرنب صرخة الدب عالية في السماء وهو يقول :
" أغيثوني .. أنقذوني .. أولادي في الكهف ".
ذهب الأرنب والفيل فوجدا الدب يصرخ ولا يستطيع إنقاذ عائلته داخل الكهف . دخل الأرنب بشجاعة واصبح يربط الأغصان للفيل ويجذب الفيل الأشجار المحترقة حتى أنقذا عائلة الدب
ظل الأرنب يساعد الجميع حتى انتهت الحريق .
جلس الأرنب تعبان ومنهك وخاصة أن بعض من فراءه كان محترقا .
قالت الأرانب الصغيرة :
" آنت تضحي بنفسك للحيوانات الكبيرة التي لا تحبك ولا تريد أن تلعب معك " .
وقال أرنب آخر :
" إن شكلك قبيح وذلك بسببهم ".
لم يرد الأرنب لأنه كان سعيدا وراضيا . لقد ساعد أقوى واكبر الحيوانات وهو يشعر الآن انه مثلهم في القوة والشجاعة .
وظلت حيوانات الغابة مشغولة حتى عادت الى أماكنها وبيوتها .
اجتمعت الحيوانات وقررت أنها ستقيم حفلا للأرنب الشجاع ولكنها ستفاجئه بهدية جميلة .
قام القرد بالقفز بين الأشجار ودعوة الحيوانات كلها لحضور حفلة مسائية بجوار البحيرة و طلب من الجميع الحضور بدون تأخير .
نظر الأرنب إلى فرائه فوجده مازال محترقا . شعر الأرنب بالحزن والكسوف وقال :
" لن أستطيع الذهاب لهذه الحفلة و أنا بهذا الشكل . كل الحيوانات تتزين وسيكون شكلهم جميل "
لم يذهب الأرنب الحفلة وظل بمنزله حزين .
بدأت الحفلة ولم يسأل أحد عن الأرنب حتى جاء الأسد وقال :
" أين صاحب الحفلة الأرنب الشجاع الذي لا يهاب النار . إن هذه الحفلة لتكريمه وشكره على مواقفه الشجاعة "ئ
ولم يظهر الأرنب . حزن الفيل وحزن الأسد وحزن الدب وحزن الجميع.
سمع الأرنب أصواتا كثيرة بجوار منزله ولم يصدق آذنة وخرج ليرى كل الحيوانات التي أتت لتحييه . بكى الأرنب من الفرحة .
أعطى الأسد الكرة الملونة الجميلة و غنى الجميع
أرنب ارانيب ..... للكل حبيب
تعال علشان تلعب ..... مع الكل يا أرنب
عايزين نلعبوا ..... معاك يا أرنبو
قام الفيل وحمل الأرنب على رأسه بين أذنيه الكبيرتين وصاح :
" يعيش الأرنب يا .. يعيش .. يا .. يعيش " .
وعاش الأرنب سعيدا بالفعل واصبح من أصدقاء الفيل والأسد ، يلعب معهم بالكرة ويأخذه الفيل على رأسه ويجوب به الغابة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ