مذكـــــــــــرات كومبيــــــــــوتر 3





مازالت أحلام صباي تترائى أمامي حية ، كنت آلة حاسبة صغيرة (( كالكوليتور)) ، ولم يكن حجمي يتعدى حجم كف اليد ولكنني الآن أشغل منضدة كاملة أمام صديقي و محرزي السيد " فتوح العلامة ". إنه لا يبرح مكتبه من أمامي ولا يعطيني الوقت لكي أنفرد بخطيبتي الآلة الحاسبة التي أمامه ، لكي نتناجى قليلا أو على الأقل لكي أساعدها في حساباتها .

كانت مشاكلي بسيطة لا تتعدى الأربع عمليات الحسابية المعروفة ( جمع وطرح وضرب وقسمة ) ليس إلا ولذلك كنت ألهو بالأرقام وأعبث بها وأنا سعيد . لم أشتك يوما من ضيق في النفس أو صداع في الرأس مثلما أشعر الآن كل اليوم . كانت أحلامي سعيدة بأن أكون أسرة إلكترونية سعيدة ونتبادل الأعمال المكتبية سويا ولكن الآن أصبحت أحلم بكوابيس وأحلام مزعجة.
إنني أتخيل أنهم يفككون أجزائي ويبعثرونها على المكتب أمامهم وهم يدعون - على حد قول جموع العلماء - أنهم يحسنون أدائي أو يسرعونني وهم أكسل مني آلاف المرات . إن أحلام العلماء لن تزيدني إلا قبحا وإرهاقا وثقلا وستعطي أمثال السيد فتوح القدرة على العبث بي وتغيير صفاتي . ماذا أقول إنه العلم الذي يتعمد إزعاجي .

الأمضاء :
كومبيوتر تعييييس جدا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ