الظل

كان هناك شابا طموحا يريد أن يصل إلى جبل عال في الشمال الغربي من البلاد ، سمع أن هذا الجبل به زهرة جميلة لو حصلت على ورقة منها ، جلبت لك القوة و المال وكثرة العيال

طلب الشاب من والدته أن تذهب معه إلى ذلك الجبل فنظرت له بعطف و قالت :
" ألا ترى أني أم و أن لي منزل و زوج و أهل ، أنا سعيدة هكذا ، اذهب وحدك لو كان هذا هو حلمك "

طلب الشاب من والده أن يذهب معه إلى الجبل فنظر له والده بحب و قال له :
" أنت شاب مجتهد و أنا رجل لي مسئوليات ، اذهب إلى هناك فهذا هو حلمك "

طلب الشاب من أصدقائه أن يرافقوه في الطريق فالجبل بعيد وهو يهاب أن يكون في الطريق وحيدا ، رفض أصدقاءه الذهاب و لكنهم عزموا الذهاب بدونه و الوصول قبله إلى ذلك الجبل ، فهو شاب طموح وهم تملؤهم الغيره .

جلس الشاب وحيدا تحت شجرة و نظر حوله فوجد ظله ملتصقا بقدميه فقال له :
" كيف لم ألاحظ أنك معي كل هذه الفترة ، لنذهب سويا و نحقق الحلم معا ، فانا لن اكون وحيدا ابدا "
سار في طريق طويل تحت شمس حارقة و ارض جفراء و كلما كل او تعب جلس يستريح و يتحدث مع ظله الذي ظل يستمع اليه طول الوقت ولكن نطق في يوم من الايام وقال للشاب :
انا سعيد لقربك من الوصول فنجاحك من نجاحي وقوتك من قوتي ، سنصل هناك و نحتفل بالنجاح معا
اسرع الفتي وزادت سرعته ولكن لدهشته وجد بعض من اصدقائه يسلكون نفس الطريق ولكنهم اسرع منه فظن انهم سيمكنهم الوصول الى الزهرة قبله
جلس الشاب واشتكى لظله طالبا المساعدة فقال له الظل :
انا احاول المساعدة ولكني دائما اتبعك لا استطيع ان اجذبك ، بل انت من تجذبني
"يالله ، اذن انت من تعوق تقدمي ، انت تابع ثقيل"
قام الشاب وحاول نزع الظل ، طرده ، غسله من قدميه ولكنه لم يستطع فطلب من الشمس ان تحتجب لعل الظل يختفي فاحتجبت الشمس وضل الطريق