سباق معتز



كان هناك صبي اسمه معتز وكان هوايته سباق السيارات .يفكر في السيارات في كل لحظة ويتحدث عن السيارات مع كل الناس .
كان حلم معتز أن تكون لديه سيارته الخاصة . طلب معتز من والده أن يشتري له سيارة في عيد ميلاده ووعده والده بذلك . أنتظر معتز ذلك اليوم بفارغ الصبر .
في يوم عيد ميلاده لم يستطع انتظار والده داخل بيته بل وقف في الشارع وتخيل أن والده سيأتي بالسيارة ويضعها أمام منزله . حضر والده في الظهيرة ورآه معتز من بعيد سائرا على قدميه ومعه لفافة . جرى معتز إلى والده وهو يسأل بلهفة :
" أين السيارة يا بابا ؟".
أعطاه والده اللفافة الصغيرة وقال :
" ها هي السيارة يا معتز . أنها سيارة سباق ويمكنك التحكم فيها عن بعد . يمكنها أيضا أن تعبر الحواجز".
شعر معتز بالحزن الشديد . لم يأخذ اللفافة و جري عائدا لمنزله .
بكى معتز كثيرا وعرف والده أنه كان يحلم بسيارة حقيقية . أراد الأب أن يسعده بإحضار شيء آخر . فكر الأب في الدراجة . إن الدراجة تناسب سن معتز لأن المرور لا يسمح لصغار السن بالسواقة .
في يوم الإجازة قرر والد معتز أن يأخذ جميع العائلة إلي شاطئ البحر خارج المدينة وطلب منهم الاستعداد من الصباح الباكر .
استعدت العائلة كلها وأحضر الجميع ملابس العوم وبدأت الرحلة في الصباح الباكر كما طلب الأب.
أصر معتز أن يجلس بجوار والده لكي يراه وهو يسوق سيارته . سار الأب بالسيارة ومعتز ينظر إلى يديه وقدميه ويحفظ جميع حركات اليد والقدم .
توقف والد معتز فجأة ونظر الجميع حولهم ليروا اختناق في المرور . السيارات كلها متوقفة و طابور السيارات ممتد إلى مسافة طويلة .
سأل معتز :
" ماذا حدث ؟. لماذا لا تسير السيارات ؟. " .
أجاب الأب :
" لعله حادث وقع في الطريق ".
ترك الأب سيارته وسار بجوار السيارات إلى نهاية الطابور حتى يرى ما حدث وكان معتز بجواره .
وجد الأب في نهاية الطابور حادثة تصادم كبيرة . كان هناك طفل مصاب و يحاول الناس مساعدته.
سأل والد معتز :
" أين الإسعاف ؟ ".
رد البعض :
" ذهب رجل ليبلغ الإسعاف ولكنه تأخر لأن أقرب تليفون على بعد عدة كيلومترات ".
فكر معتز قليلا ثم جرى بسرعة إلى السيارة وأحضر دراجته وعاد إلى والده وقال سأذهب أنا وأخبر الإسعاف .
وصل معتز بدراجته إلى أقرب تليفون وطلب الإسعاف وأخبرهم بالحادث أنتظر معتز سيارة الإسعاف التي حضرت بسرعة .
عاد معتز إلى والده واستطاعت سيارة الإسعاف أن تصل إلى الطفل المصاب وشكر الجميع معتز لحسن تصرفه .
نظر معتز لدراجته وقال :
" كنت أحسبك بطيئة ولكنك اليوم كنت أفضل من السيارة ، لقد أنقذت الطفل لأنك سريعة ويمكنك المرور من الممرات الصغيرة ".
أكملت العائلة اليوم في الشاطئ وعادت في المساء.
وضع معتز دراجته في مكان مميز وأصبح يهتم بها كثيرا.
الآن أصبح معتز من أشهر راكبي الدراجات في المسابقات العالمية .
آخر سباق أشترك فيه كان في فرنسا وأخذ معتز المركز الأول .

تعليقات

  1. قبل الموبايل يا جماعة ما حدش يتريق علي عشان من الزمن القديم

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ