ستارة جميلة ثقيلة

هفهفت الستارة الجميلة الثقيلة واسدلت نفسها بدلال وظل الهواء يدفعها بعيدا على النافذة
نظرت الستارة من الخلف للنافذة الخشبية القاتمة وقالت لها معايرة بجمالها
كئيبة انت ، خشب انت ، قبيحة أنت
فتحت النافذة نفسها ولم تنغلق في يوم عاصف مليء بالتراب ، فذعر جميع من في المنزل واستدعت السيدة نجارا ليصلحها قبل ان يردم التراب منزلها الجميل المنسق
جاء النجار محاولا إصلاحها ، حتى نجح في إغلاقها ولكن بعد ان امتلأت الستارة بالتراب وتغير لونها
نظرت سيدة المنزل للستارة الملونة متأمله ، ثم أصدرت أمرا للخادمة أن تنزل الستارة المتسخة لغسلها و تنظيفها و لما انزلتها ظهرت أمام السيدة النافذة الخشبية المتربة فطلبت من الخادمة ان تعتني بالنافذة و ان تغسلها وتمسحها بعناية بل وطلبت من النجار دهنها بزيوت مخصوصة لتلمع .
لم تستطع الخادمة غسلها لثقلها فوضعتها في غسالة الملابس التي غسلتها بلا رحمة ونزعت منها ألوانها مع اوساخها واثقلت عليها بمساحيق شديدة الحموضة حتى صارت قطعة قماش متهالك بلا معالم
تغيرت ألوان الستارة الجميلة الثقيلة واصبحت بلا معالم ، بل اصبحت مثل خرقة متهالكة
غضبت السيدة لأن ستارتها الجميلة اختلفت ولم ترد ان تزين بها النافذة ، بل طلبت من خادمتها ان تقص الستارة الى قطع صغيرة تمسح بها النافذة كلما اتسخت