الفصل الخامس عشر ، لقاء اجيال


(15)
رن الهاتف عند صافيناز و جاء صوت وجيدة متحشرج :
" صافي ممكن أشوفك لو سمحت لأني أشعر باختناق شديد و ليس لي ملجأ سواك "
قالت صافيناز :
" بالطبع أنا في انتظارك ، لقد حاولت التحدث معك و لكن الهاتف ظل يرن بلا مجيب ، تعال في منزلي ، لنجلس معا في الحديقة ، ستجدي عندي قهوة من لبنان "
قالت وجيدة بألم :
" لا أنا أريد جو مريح ، بعيدا عن المنازل ،  سأمر عليك بعد عشرة دقائق ،  لنجلس قليلا في النادي ".
أكملت صافيناز الحديث بطمأنتها و اتفقا على المقابلة بعد قليل .
تركت صافيناز السماعة و ذهبت إلى النافذة لترى ما وصل إليه الشابين فوجدتهما يضحكان ووجدت زوجها قد حضر ومعه مجدي ، فقامت بطلب رقم هاتف زوجها المحمول لتعلمه بانتظارها له في الطابق العلوي، كما كانت تفعل دائما ، نظر عماد إلى الهاتف ، ثم إلى النافذة ليراها ترسل له قبلة ، ترك مجدي مع الشابين و صعد بسرعة لزوجته الحبيبة .
وجد زوجته على رأس السلم الداخلي فأزاح خصلات شعرها الناعم المتهدل و قبلها في خدها و قال :
" بتحب مين في العيلة ، إللي بتنام جنبك كل ليلة "
و احتضنها بعمق و تنهدت هي لأن ذلك ما كانت تريده بالتأكيد وهو الشعور بالحب مع بعض العاطفة ، أسدلت ذراعه لأنها تعلم أنه في عجلة من أمره ، نظرت لوجهه و قالت :
ليقدرني الله على إسعادك ".
بعد القليل من الكلمات الرقيقة ، استأذنته للذهاب مع وجيدة لبعض الوقت.
قبلها مرة أخرى وقال لها :
" و الغذاء  "
"أعدته أم محمد و سأرسله حالا إلى حجرة الضيوف" .
ارتدت صافيناز ملابس الخروج المريحة ووضعت الحجاب الأنيق المتمشي مع باقي الملابس و ساعدت طفلتها في ارتداء ملابس زاهية و سرحت شعرها و هي تقبلها.
بعد قليل سمعت صافيناز آلة التنبيه فجرت إلى أسفل ومعها ابنتها ووصلت لتجد وجيدة داخل سيارتها ووجها يظهر عليه الدهشة و الانفعال و هي تسأل بحدة :
" منذ متى وانت تعرفين مازن؟ ".
تعجبت صافيناز من الاسم و قالت :
" لا أعرفه ، من مازن؟ ".
قالت صافيناز بحده :
"صاحب تلك السيارة ،  إنه داخل المنزل ، أنا سألت السايس ".
اشارت الى سيارة مازن الفخمة وهي قابعة تحت شجرة كهلة تسقط عليها بعض الزهور المنتهية الصلاحية
قالت صافيناز بابتسام :
" لعله مع عماد أنا لا أعرف كل أصدقاء عماد ، هيا بنا ، أنا لم آكل غذائي و أريد أن أذهب بسرعة قبل أن آكل ذراعك "
لم تستسلم وجيدة ،ولم تتحرك بسيارتها بل خلعت نظارتها ونظرت الى صديقتها وسألتها بحزم وكان عناد وجيدة من صفاتها المميزة لها :
" و كيف تعرف زوجك على مازن "
بدأت صافيناز تتململ :
" أقول لك لا أعرفه فتسأليني كيف عرفه زوجي ، ما لك اليوم ، هيا نسمع الحدوتة من البداية فأنا أريدك أن تعودي سعيدة إلى منزلك ولكني ارى ان العلامات المبدئية لا تدل على ذلك ، هل هذا هو الجو المريح الذي تريدينه".
تحدثت وجيدة و كأنها لا تسمع أي مما تقوله صافيناز :
"هل هناك آخرون بالداخل ؟"
شرعت  صافيناز بفتح الباب لتخرج من السيارة كتهديد لوجيدة فقاطعتها وجيدة :
" خلاص ، ابقي معي ، سنذهب إلى النادي و لكن أريد أن أجلس بجوار النيل أولا "
قادت السيارة بعصبية حتى سمع الناس في الشارع صوت العجلات تصرخ من ألم الاحتكاك بالأسفلت على الرغم من كبر سن السيدة التي تقود .
قال السايس النوبي متعجبا :
" يا حول الله يا رب ، الست خرفت "

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ