اهدار المال العام 8



8- «شرق العوينات»ابتلع أكثر من 500 مليون جنيه منذ 12 عاما ولم يستصلح منه سوي 21% فقط!

يعتبر مشروع شرق العوينات واحداً من أكبر المشروعات التي سميت بالمشروعات القومية الكبري، ويستهدف المشروع زراعة (220) ألف فدان لزيادة الرقعة الزراعية للبلاد، ويقع المشروع بالجنوب الغربي لجمهورية مصر العربية بمحافظة الوادي الجديد. ويحده درب الأربعين شرقًا، وجبل العوينات غربًا، والواحات الداخلة شمالاً، والحدود المصرية السودانية جنوبًا. ويبعد المشروع مسافة 365 كم عن مركز الداخلة ويربطه طريقان من الأسفلت بكل من مدينة الداخلة وطريق (أبوسمبل/ أسوان).

وكانت الدراسات قد أثبتت وجود خزان ضخم للمياه الجوفية ومساحات شاسعة تعد من أجود الأراضي الصالحة للزراعة وتسهم في خلق مجتمعات عمرانية جديدة خارج الوادي القديم، وذلك علي عكس مشروع توشكي.

بدأ المشروع بقيام الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية بتنفيذ أعمال البنية الأساسية بالمشروع اعتبارًا من عام 1998، متمثلة في طرق المستثمرين الرئيسية والفرعية بطول 262كم.

ويقول النائب جمال زهران والذي كان قد تقدم باستجواب لوزير الزراعة حول إهدار المال العام في مشروع شرق العوينات: «لقد وصلت التكاليف الفعلية للأعمال المنفذة في هذا المشروع مبلغ (45.825) مليون جنيه تمثل نحو 134% من قيمة الأعمال المقدرة البالغة 34.293 مليون جنيه وبفترات تأخير بلغت 14 شهرًا، ولم يتم صرف أي مبالغ أخري خلال عام 2007م طبقًا لما ورد في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات حتي 30/6/2007».

ويضيف زهران: نظرًا لعدم إنجاز المشروع فإن الطرق المستصلحة أصبحت غير صالحة للاستخدام وتحتاج صيانة، ومبالغ إضافية لم يتقرر بشأنها شيء بعد، وبعد مرور عشر سنوات (1997 - 2007م) من عمر المشروع، لم يستصلح أو يعد للزراعة سوي 46.239 ألف فدان تمثل 21% من إجمالي مساحة المشروع البالغة 220 ألف فدان، وإذا حسبنا المدة المتبقية حتي عام 2017م، وهي المدة الزمنية لهذه المشروعات القومية، وبثبات نفس الجهود، فإنه لن يتم تجاوز استصلاح ما يعادل سوي 40% من إجمالي المساحة المستهدفة وهو أمر غير مقنع.

ويتابع زهران: الغريب في الأمر، أنه إذا كان مشروع العوينات قد أضاف ما يقرب من (50) ألف فدان خلال عشر سنوات، وبتكلفة بنية أساسية تمثلت في الطرق الرئيسية والفرعية بلغت نحو (50) مليون جنيه، لأدركنا أن متوسط ما صرفته الدولة علي البنية الأساسية يعادل نحو (1000) جنيه للفدان الواحد!! في الوقت ذاته الذي تبيعه الدولة بـ (50) جنيهًا فقط، كما أنه بالنظر إلي حجم ما يتم استصلاحه في عشر سنوات في مشروع واحد مقارنة بما تفقده مصر من أراض زراعية في المدة ذاتها نحو 1.2 مليون فدان، وهي من أجود الأراضي في الدلتا، فكيف نتصور حاضر ومستقبل مصر.

ولو حسبنا بعامل الزمن المقرر في العقود وهو يمثل فترة 3 سنوات لإنهاء المشروع، فإن التاريخ المقرر للانتهاء هو عام 2001م!!، وقد مرَّ بعد ذلك التاريخ ثمانية أعوام دون تحقيق سوي 30% من المشروع فقط، الأمر الذي يشير إلي خطأ التقديرات، وخطأ الدراسات، وإهدار المال العام، وهو ما أكده أيضا تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات في تقرير لمتابعة وتقويم أداء مشروع شرق العوينات منذ بدء العمل في عام 1998 حتي نهاية عام 2007، والذي كان قد رصد العديد من المخالفات في هذا المشروع.


لتكون المحصلة النهائية للمشروع أنه لم يتم استصلاح سوي 70 ألف فدان، ولم يتم بناء المجتمع العمراني المتكامل، ولم يتم إقامة مجتمع زراعي وصناعي في ضوء ما تم استصلاحه، ولذلك فإن المشروع فشل في تحقيق أهدافه كاملة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ