للأكل حدود

المصري من الصعب يحط لنفسه حدود ، صعب جداً حقيقي
لما يحب يعشق ، ولما يكره يتقلب ، ولما يسامح كأنك ما عملتش غلطة ولما يأكل يطخن وبالأخص المصري الأصيل اللي عايش في حارة والا في الريف وعنده الام رمز كبير يخاف يزعلها حتى لو كان من فتوات العصر
تعالوا احكي لكم حكاية حقيقية فيها علاقة الام بالمصري الأصيل والحدود اللي لازم نوصلها
صلوا على حبيبكم النبي
كان مرة واحدة قريتي مسافرة في طيارة من طرابلس ليبيا الى القاهرة
لما الطيارة وصلت القاهرة ماقدرتش تهبط لان فيه عاصفة
قامت كملت على الأقصر واستنت هناك لغاية لما يقولوها تعالي
في مطار الأقصر اعطوا الركاب كربونات طعام و ليمونادة وكان في الطائرة خليط من المصريين
العامل ، المدرس ، الست المصرية الأصيلة بتاعة زمان اي سيدات السمنة البلدي اللي لما تمشي بقوم زلزال
وغيرها من المصريين اللي طالعين إجازة نص السنة
والله كانوا ينفعوا يبقوا لجنة تأسيس الدستور
لكن مش حنقاطع على الكتاتني
أراد العامل المصري الأصيل انه يراعي الست المصرية الأصيلة اللي من أمهات السمن البلدي وخصوصا انها كانت مش قادرة تقوم من كرسي المطار لانه مش تيفال
راح جنبها وقال لها أجيبلك حاجة تأكليها يا ماما
نظرت اليه الست بحنان الام المصحوب يجوع شديد وعدم القدرة على الجري بين الكافتيريات
وقالت ياريت يابني
راح العامل المصري الحنين ابو قلب كبير جاب لها اللي هي عايزاه بسرعة قبل ما يجيب لنفسه وقال لها بنفس نبرة الحنية
عايزة أجيبلك حاجة تشربيها
وكانت نظرة العطف والامتنان ظاهرة في صوتها وشكلها وعضلات وجهها واضحة وهي بتقول
ياريت يابني
على ما رجع كانت ماما خلصت السندويتش وأعطاها الليمون وهو راض عن نفسه وقال لها
تمام كدة يا ماما والا عايزة حاجة تانية
قالت له ممكن ساندويتش تاني يابني
قال لها حاضر يا ماما
وظل الرجل المصري الأصيل ما بين الكافتيريا والست ماما مش ملاحق وقريبتي مستنية تشوف ايه اللي حيتم
جاء العامل بعد ما أنهت الست ماما كوبونات الأكل بتاعتها كلها وقضت على نص كوبوناته واصبح واضح ان ماما زودتها حبتين
جاء العامل المصري الشريف الحنين ووقف جنب الست وهو ماسك آخر كوبون في ايده ووقف جنبها وبص لها وقال
ده آخر كوبون معايا يا ماما وانا لسة ما اكلتش عايزة حاجة تانية يا ماما
وسكت وقرب منها وهو يقول
والا كليني يا ماما

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ