الفصل الثامن والعشرين ، ديون الحاج اصول


28)
وقف "سعيد " الذي يعمل مع رجل الأعمال مهدي و الذي كان يخطط اليوم السابق في ابتزاز مهدي ليرفع مرتبه بناء على طلب زوجته واستطاع ان يقنع زميله خميس بان مهدي لا يعمل عملا شريفا كما يدعي وانه دائما ما يصادق شرار الناس ، وقف أمام منزل وجيدة و نظر للجرس و تعجب للزمن الذي رفع البعض لأعلى بحيث أن زر الجرس أقرب للذهب منه للبلاستيك و خسف بالبعض في الأسفل مثل زميله خميس القنوع الذي عاش في الحضيض و مازال بالرغم من بطولاته في حرب تحرير سيناء التي ما زال يحكي عنها إلى الآن بعض عشرات السنوات.
ضرب "سعيد " الجرس ففتحت الخادمة الفليبينية و قالت :
"يس سير ، فروم هيير "
استنتج أنها تريده أن يدخل من حركة يديها فدخل و انتظر " وجيدة هانم ".
تفحص المكان كله بعيون حارقة ، فقلب سعيد به حقد لا يوصف ، أوجدته المعاناة و سقته له زوجته كل يوم حتى بات يملأ كل جوارحه.
لم يجلس سعيد ، ولكنه ظل يتحرك ليرى كل سنتيمتر في المنزل ، تحرك داخل الصالون حتى وصل لنهايته و مد رقبته ليرى الحجرات الأخرى.
لم ير منزل مثل ذلك من قبل ، حجرة الصالون بها عدة صالونات ، التحف في كل مكان ، الدواليب مليئة بالفضيات ، هناك صندوقا يتدلى منه مجوهرات.
ظل يفكر  " ما كل هذا ، إنها لا ولد لها ولا وريث ، من سيأخذ كل هذه الثروة ؟"
دخلت وجيدة و هي تمسك بكومة من الأموال وقالت بنبرة حادة لأنها اعتادت على التعامل مع مثل تلك الأشخاص  :
" خذ هذه الأموال و السيارة يجب أن تكون مستعدة للسفر ، نسق مع علي و هذا هو هاتفه الخاص ، أريد أن أسمع الأخبار  مساءا "
" لو سمع أحد عن هذه الرحلة فلن أكون سعيدة ، قم بها في سرية كاملة "
انحنى "سعيد " و قال " نعم  يا هانم " وهو ينظر لوجهها و للعقد المتدلي من رقبتها .
تمنت وجيدة أن تبصق في وجهه ، فهي تكره الشخص المنافق و المداهن ، إنها تعرفهم من سيماهم  ، ولكنها قالت :
" ياللا ، مشي ، مفيش وقت "
أعطاها سعيد ظهره و هو يتمنى أن يبصق عليها فهو يشعر أن مثل تلك السيدة يجب أن توزع أموالها لينعم بها مئات الأشخاص ، بدلا من أن تنعم بها وحدها و يكفيها أن تجلس في دار للعجزة.
نظر وهو خارج لدولاب الفضية وتمنى لو ان نصفه فقط معه لكان سدد ما عليه للحاج اصول الذي اتضح انه لن يفلت من براثن رجاله كما فعل قبل ذلك مع آخرين فمن عادة سعيد ان يدعي بعض المشاريع المهمة وانه يشارك الناس فيها ثم تنهار تلك المشاريع ويبدأ في التراخي في السداد الى ان يكون قد حصل على اكثرمن نصف المبالغ لنفسه ولكن في هذه المرة سارع بشراء الارض التي كتبها باسم زوجته ولم يترك مبلغا من المال لفوائد الحاج اصول الذي اثبت ان حلقة النصب لن تكتمل معه بالشكل الذي خططه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ