الفصل الثالث والثلاثين - عصفور جديد في القفص


(33)
سارت وجيدة بين السيدات و الفتيات و كل واحدة تمسك بقطعة من الملابس الفرنسية التي أحضرتها من باريس ، تعطي رأيها لزوجة سفير مصر في البرتغال ، و تعلق على رشاقة زوجة الوزير ، و كانت مثل النحلة التي تحط على كل زهرة بعض الوقت فتقترب من ابنه احد كبار رجال الأعمال وتجامل زوجة اكبر رجل صناعة في مصر وتضحك مع سيدات الاعمال وسيدات الروتاري  .
أعجبت ابنة وزير بفستان سهرة جميل ، فطلبت منها وجيدة أن ترتديه لترى هل يناسبها أم لا وبالفعل سهلت لها المهمة وكانت تريد ان يراها الجميع وتبدأ المنافسة الفعلية بين الجمال والمال والضعف النسائي امام المباهاة
خرجت الفتاة وهي ترتدي الفستان وكانت مثل اميرات ألف ليلة وليله وانتشت بمظهرها الجميل وسارت الى نهاية الغرفة المليئة بالسيدات ووجيدة تعلق على الطول و على اللون وعلى شكلها الجميل ومدى مناسبة اللون لبشرتها، و الفتاة تسير كالطاووس متباهية بجمالها  حتى أغرت أكثر السيدات المتمنعات عن الشراء لأن يسألوا عن فساتين مشابهة له وكل منهن تريد ان ترتدي فستانها وتسمع مديح وجيدة المبالغ على فتنتها .
كانت الهواتف ترن كثيرا في الأوبن داي التاريخي الذي تنتظره سيدات مصر لأن وجيدة هانم لا يعلو على ذوقها شيء ، ثم أنها تحضر أفخر الفساتين من الشانزيليزيه و أحدثها  ، فكم من مرة أحضرت فستان و بعد أن لبسته صاحبته في مناسبة عامة ، اكتشفت أنها سبقت فنانة مشهورة بشياكتها في لبسه و أصبحت تلك السيدة مثار غيرة سيدات المجتمع السطحي و حديثهم عن أن الفنانة المشهورة تقوم بتقليد فساتين تلك السيدة .
رن هاتف ابنة الوزير عشرات المرات ، فوالدها قلق لا يحب اختلاطها الكثيربالصفوة من السيدات فهو بطبيعته يميل لان يقيد فتاته من الانخراط في تلك الفئة من النساء السطحيات اللائي لا يعشن إلا للمفاخرة بالمال و الجمال و السلطة.
نظرت وجيدة للفتاة و قالت لها :
أرجوك ، جربي الفستان الأخضر فهو في لون عيونك الجميلة و سيجعلك وردة الحفلة.
ترددت الفتاة كثيرا فهي في عجلة من أمرها ولكن انتظار السيدات لرؤيتها وشعورها بأن الفستان سيضيف إلى جمالها جعلها توافق و لبست الفستان و ازدادت تأخر ، حتى اقتربت الساعة من منتصف الليل فأسرعت الفتاة ترتدي ملابسها و استأذنت بأدب و حينها طلبت منها وجيدة أن تدفع جزء من حساب الفستان الذي زاد سعره عن ثمن ثلاجة جديدة و ترددت مرة أخرى الفتاة لأن لم يكن معها ما يكفي من المال فأعطتها ما لديها من مال و أخبرت وجيدة أنها سترسل سائق والدها ليدفع باقي الثمن و هرولت نحو سيارتها الصغيرة .
سمعت وجيدة صوت العجلات و هي تلتف عدة مرات في التراب قبل أن تسير و تثير زوبعة ، فابتسمت و أمسكت بالهاتف المحمول لتقول :
" علي ، العصفورة هربت ، أدخلها القفص "

تعليقات

  1. بصراحة انا ندمت اننى لم الحظ ان هذه قصة من قصصك ساضطر لقراءة القصة من الاول وهو اضطرار احبه واعشقه كل التقدير لكى اختى القديرة كوهينور

    ردحذف
  2. الان فهمت آخر جملة (( على العصفورة هربت أدخلها القفص )) ههههههههههههه وفى انتظار باقى المسلسلة لانهناك من الالغاز ما تحتاج الى حل

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ