ليلة مصر

ذكريات 94
ليلة القدر المصرية
حين زرت ليبيا في الستينيات كانت تتلون باللون الاسلامي وكنت ارى فيها الليبيين في الشوارع مبتهجين ويشترون الملابس الجميلة ذات الالوان الغير متناسقة من فوشيا ويسمونه نوار العشي اي زهور المساء لان نوار تعني الزهور والعشي يعني الليل ومعه اللون الازرق البدوي الفاتح ومعها كمية من الصواريخ المختلفة ولم يكن ذلك لا في رمضان ولا في العيد ولكن في مولد النبي على الصلاة والسلام
كان هذا هو العيد الوحيد الذي اراه مبهجا في طرابلس الغرب ، أما في رمضان وقبل ثورة الفاتح كنت ارى بعض الايطاليين يحتسون القهوة في المقاهي المختلفة في ميدان الكاتدرائية ورائحة البن تفوح وهذا اعطى لبعض المصريين غير الملتزمين في وقتها الفرصة لاعلان افطارهم بلا حياء وكنت بالنسبة لي افطار رمضان من الكبائر لاني اعلم ان من افطر بغير عذر فلن يستطيع ان يكفر عن ذلك اليوم ولو صام الدهر وكنت ارتعد من فكرة ان تدخل الي فمي المياه
وبعد الفاتح اصبح القذافي لا يحب التدين والحديث عن النبي حتى انه كان يختم الارسال بمقاطع من خطبه بدلا من ايات الذكر الحكيم وكان رمضان هو شهر الصيام لان الايطاليون عادوا الي بلادهم واصبحت طرابلس لليبيين ولم يستحب عندها النزول الى الشارع لكثرة الشباب عدم احترامهم للفتيات وبالاخص لو لم ترتدي الملابس الليبية التي تغطي المرأة كلها ما عدا عين واحدة فقط

لكن في مصر رمضان مختلف والمظاهر المبهجة كثيرة ودخول رمضان يعني انوارا في الاحياء الشعبية ويعني فوانيس في يد الاطفال وعلى ايامنا كنا نضع فيها الشموع لتضيء ولن اخبركم ماذا كانت تصنع تلك الشموع في اصابعنا الصغيرة التي تمسك بالحلقة اعلى الشمعة والنار تتصاعد ونحن نتماسك لنكمل الاغنية وحوي يا وحوي مثلما يفعل الاجانب في الهالويين حين يعطي الكبار الحلوى للصغار حين يقولون فك الكيس وادينا بقشيش لنروح ما نجيش وتلك الاغنية كنا نسمعها ولا نرددها لان بالتأكيد كنا نغنيها في المنزل بين اولاد خالتي المختلفين شكلا ولونا وطباعا
ليلة القدر المصرية ليست كاي ليله في كل الوطن العربي واشك انها كذلك في العالم الاسلامي فالشعب المصري شعب محب للبهجة والفرح والابتسام واللمة وحين يبدأ احدهم في سن سنة معينة تجد الاصحاب فالجيران فالحي فالمنطقة حتى تصل الى اماكن مجاورة
انظروا الى جامع القائد ابراهيم في الاسكندرية حين تأتي افواج من كفر الدوار لحضور صلاة التهجد وتمتلئ الشوارع كلها بالمصلين ولا ترى عشرهم في اي صلاة من صلوات الفروض الخمسة وذلك لانها لمة ويستشعر المصري بالحب المتبادل و الحالة الروحانية الجماعية من الصفوف المتراصة امام وخلف وبجوار وعلى جنب وبعيييييييييد عن الجامع
ليلة القدر المصرية مختلفة ولا اظن انني يمكنني ان ارى مثلها في العالم
اسيبكم علشان عايزة ادعي على الداخلية اللي مش رايحة تجيبها البر وسايبة علينا السلعوة وعربياتنا كلها بتتسرق
هي دي مصر
حتى في الدعوات مختلفة
اشوفكم بخير

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ