عبد الناصر له وعليه

لا نستطيع ان نحتكر رايا واحدا في شخص فكل منا له نظرته وخبرته وحياته مع هذا الشخص
فقد يكون مثال الحنان مع احدنا وقمة القسوة مع الاخر
والشخصيات العامة دائما لها وعليها لانها تحتك بشعب بكل اتجاهاته وميوله وسياساته
بالنسبة لعبد الناصر فانا لم اكن في مصر وقت ان كان في قمة مجده ولم اعاصره مراهقة فمراهقتي كانت في طرابلس ليبيا حين كان والدي مستشارا للنائب العام هناك
كل ما كنت اعرفه ان والدي ترك مصر في عهده وانه لم يتحدث عنه كثيرا ولكن حين كنت في مصر في فترات متقطعة في مدارس مختلفة كان يرجوني الا اتحدث في السياسة لئلا يطالني الاذى وحدث انه في عام من الاعوام تم سحب الباسبورات الخاصة بالعائلة كلها ونزلنا فجأة فقط لان احد العاملين في السفارة لم يكن ابي من المفضلين لديه
مصر وقت عبد الناصر كانت في حالة مختلفة وحين جاء السادات واصر ان يكون هناك سيادة للقانون لم يستمر بعدها كثيرا لينعم بتلك السيادة
ما اقوله ان عبد الناصر لم يكن شيطانا ولم يكن ملاكا
عبد الناصر كان مميزا بشخصية هزت العالم كله من اول الامريكتين الى اسيا
كان له رؤية واسعة كبيرة عليه وعلى مصر وكانت اتجاهه لتحقيق تلك الرؤية يمنعه من ان يتابع داخليا ما يحدث
كان هناك نوع من الفساد استشري بشكل ممنهج حتى ان ابي اخبرني ان الرشوة ايام الملكية لم تحدد مبلغا فالراشي والمرتشي ياخد مؤبد لانها جريمة ولكن وقت عبد الناصر تحولت الى انها مرتبطة بحد معين وتعتبر جنحة وتسمى اختلاس او مسميات اخرى
ارى ان عبد الناصر كان قامة كبيرة لها العديد من الهفوات والاخطاء
وارى ان هذا يطبق على اي من الاشخاص الذين يعملون في الحياة العامة والسياسية وبالاخص كبار الساسة
من يملك حسابه هو الله وعلينا ان ندرس ما فعله عبد الناصر ونأخذ الجيد منها ونتجنب السيء منها مثله مثل السادات ولكن للاسف حسني مبارك لم ار له حسنات تحسب في ميزانه فهو جاء في وقت سلام كان ممكن الاستفادة منه في استكمال مسيرة تغيير مصر وتحويلها الى اكبر دولة منتجة في المنطقة والوطن العربي ولكنه كان اناني خانع لا يبحث عن مصلحة الوطن
رحم الله عبد الناصر على الرغم من هفواته
رحم الله السادات على الرغم من هفواته
وحسبي الله ونعم الوكيل في حسني مبارك