قصة يوم الخميس الفصل الخامس اجتماع النسوة

الفصل الخامس
خرجت زينب بخطى ثابتة وهي تتجه الى حجرتها فهي لا تحب ان تبلعها الاحداث بل هي دائما المسيطرة على الحدث ووفاة كرم حدث جلل يجب ان تتمالك نفسها وتعمل على ان يتمالك الجميع انفسهم بعكس نادية التي جرَّت  قدميها و سارت بجوار فاطمة هانم ، فنادية بشخصيتها الضعيفة تفضل أن تنساق وراء أحد السيدات و تكن تابعا لها ، وهي لا تريد أن يكن لها رأي أو بالأصح تخاف من أن تفكر ، فطالما شعرت بالأمان مع زوجها الذي أسعده أن يستمتع بالقيادة المطلقة في المنزل.
كانت صفية من الشخصيات التي لا تحب أن توضع في موقف محرج  و لكن موت كرم كان صدمة لها ، فهي لم تر شخصا ميتا من قبل و لذلك فإنها كانت تبكي بحرقة و ظلت تردد جمل كلها تؤدي إلى أن الخبر سيعرف و هذا لم يكن صدمة لفاطمة هانم فهي تعلم لماذا تردد صفية تلك الكلمات ، فحياة صفية كتابا مفتوحا لها ففيهما تشابه كبير في الطباع وان كانت صفية تعمل جاهدة على حب الناس على عكس فاطمة التي تحب ان تشعر الناس انه عليهم العمل على استحقاق حبها  .
أخذت زينب صفية من يدها و اتجهت إلى حجرتها الخاصة وهي تنظر للأخريات لترى من منهن سيتخلف ، لأنها تريدهن أن يحضرن للاجتماع.
بقيت الدكتورة نازلي التي أمسكت بنجية التي كانت تبكي بصمت و دموعها تنهار على خديها بلا انقطاع و تقول :
" يا ليتني كنت أنا "
وضعت نازلي يدها حول كتف نجية  لتساعدها على التماسك ، خاصة و أنها طبيبة نفسية و تعلم كيفية التعامل مع الأشخاص في الأوقات المشابهة و ظلت تردد :
" قضاء الله و قدره ، قدر الله و ماشاء فعل "
وصلت السيدات إلى حجرة زينب و جلسن بغير ترتيب و لكن ظلت نادية بجوار فاطمة هانم كلما شعرت بانها سيغشي عليها نظرت الى فاطمة وتمكنها من اعصابها فتتماسك وتشعر ان الامر سيكون بخير و أيضا ظلت نازلي بجوار نجية تدعمها ببعض الربت على الكتف و جلست صفية و وقفت زينب في المنتصف لتقل لهن بصوت يملأه الثقة :
" فيه إيه ، ماذا هناك ، ماذا حدث ، ولماذا كل هذا النحيب " وكانت تلك الكلمات هي الافتتاحية لكي تجمع الانظار ناحيتها ثم اجلستهن كل واحدة في مكان ما بين السرير والكراسي وظلت واقفة تسير بينهن وهي تستفسر عما حدث
 من منكن كان يعلم أي شيء عن هذا الموضوع ، هل كانت كرم تريد الانتحار أم انها توفيت بقضاء الله "
نظرت نازلي لفاطمة هانم و كأنها تتحدث إليها!
" قضاء الله في الحالتين يا زينب و لكن أنا أرى أنها لم تكن مفاجأة للبعض "
تحدثت نادية وهي تقول :
" قلت لكرم عدة مرات لا تحتفظي باي أموال في الدار ، قلت لها أنها يوما ما ستتسبب في قتلك يا كرم ولكن كرم هي كرم تريد ان تبقى معها اموال في كل مكان ، اعتقد أن العشرة آلاف التي وصلتها منذ يومين هي السبب "
نظرت فاطمة هانم لنادية و قالت :
" صمتا يا نادية ، طالما لم يسألك أحد فلا داعي لأن تتطوعي من نفسك بالحديث "
نظرت نازلي بحدة لفاطمة و قالت :
" تتحدث كما يحلوا لها "
أسكتت زينب الجميع و قالت :
نحن هنا لنعلم الحقيقة فالبوليس سيحضر و التحقيق  سيجرى و أنتن على الأقل يجب أن تكن مستعدات لتلك المواقف.
اعتبرت نجية أن مثل تلك الجملة إهانة لها و لذلك فقد قامت وهي تمسح دموعها و تقول بحزم و كأنها لم تبك بالمرة :
" ما هذا الذي تقولينه و ما لنا وموت كرم  ، كلنا نحبها و هي ماتت في حجرتها بعيدا عنا ، إلى ما تلمحين يا زينب ، أفصحي ".
ردت زينب بأدب :
" أنا لا ألمح لشيء حاشا لله ، ولكن إن كانت هناك أشياء نريد أن نعلمها من قبل! ، فعلينا المصارحة الآن ، فعندما تأتي النيابة فقد تؤول الأمور إلى أشياء لا نتقبلها "
" مثل ماذا ، مثل ماذا " قالتها الدكتورة نازلي و هي تصرخ بأعلى صوتها فمثل تلك الأحاديث طالما أثارت غضبها ، إن النسوة يحببن كثرة الكلام  و تقييم الواقع من منظور جديد.
" أنا سأترككم و لن أظل هنا ، أنتم ستجنونني و أنا الوحيدة التي يمكنها أن تشفيكم من جنون الارتياب و الخوف، ما تفعلونه ليس فيه أدنى احترام لسيدة توفت منذ لحظات "

تركت نازلي المجموعة و خرجت معها نجية و انتهت الجلسة و زينب في ذهول مما حدث

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ