قصة يوم الخميس - الفصل الرابع عشر

الفصل الرابع عشر
اجتمعت السيدات حول طاولة الغذاء وهو غالبا ما يكون غذاءا صحيا كما اتفق المكان مع الشاغلين وايضا منمق لان الشاغلين ينتمون الى اسر مرفهة معتادة على التنسيق في طعامهم فلا يوضع صنفان من الطعام معا ولا يجبر الشخص على اكل ما لا يهواه
جلست السيدات يأكلن ولا يتحدثن وكأن على رؤوسهن الطير وسألت نجية
اين نادية
اجابت نازلي
غالبا تحت تأثير الدواء فهي كانت في غاية من الارهاق والتوتر وانا تركتها نائمة
جاءت المشرفة تنادي على زينب
مدام زينب هناك مكالمة هاتفية لك عند المديرة
ذهبت زينب باسرع ما تستطيع على الرغم من آلام عظامها إلا انها كانت تكاد ان تجري في صالة المطعم ووصلت الى اميرة في حجرتها وهي تلهث
ماذا هناك ، قالت قبل ان تصل الى مكان الهاتف
ردت اميرة مطمئنة
لا تتعجلي انهم في الانتظار اهدئي لا يوجد ما يخيف
نظرت لها زينب وهي تكاد تضحك فانها لم تكن خائفة ولكنها سعيدة وملهوفة لسماع صوت ابنتها الوحيدة التي انقطعت عن زيارتها منذ شهور
الو حبيبتي
قالتها قبل ان تعلم من المتحدث
وجدت صوت ابنتها ضعيفا من الطرف الآخر
اهلا مامتي حبيبتي
آه ظهرت من داخل صدرها لسماع تلك الجملة الجميلة التي استوحشتها لشهور عديدة
انا آسفة اتأخرت عليك ولكني كنت خارج البلاد
قالت الام
لم تكوني في البلاد ولهذا تأخرت عن زيارتي
انا لا ادري ماذا اقول هل اعاتبك ام اغضب ولكن لن اتحدث معك الا ان تأتي لزيارتي
اجابت الابنة
ان شاء الله بعد غد سأكون عندك فأنا مازلت في الخارج ولكن قطعت تذكرة عودة وسأخرج من المطار الى الدار مباشرة
ضحكت زينب وهي تقول من الدار الى النار
اجابت ابنتها
لا من النار الى الدار يا امي الحبيبة واذا كنت تشعريني بالوحشة فستعلمين انني كنت فيما هو اوحش
انقبض قلب الام
ماذا تقولين اين أنت يا حبيبتي انا امزح معك انا اعرف انك تريدين رؤيتي ولكن ستجعليني اقلق عليك
قالت الابن بسرعة
لا لا ارجوكي لا تقلقي بيننا اقل من يومين وسأكون بين احضانك مع السلامة
كانت الام تريد ان تزيد من زمن المكالمة لتستقي السعادة من صوت الابنة ولكنها تعلم انها تتحدث من خارج البلاد فلم تزد في المكالمة رغبة منها في توفير المال لابنتها فالمكالمات تكون غالية التكلفة احيانا
تركت السماعة في يدها وكأنها تمسك بيد ابنتها لا تريد ان تتركها وسكتت وهي نتظر الى النافذة وتستمع بالشمس الساطعة
اليوم سيكون ابهج واجمل من كل يوم ولكن هل يا ترى علمت بما حدث في المكان فاسرعت بالمجيء ام هناك مصادفة في ان تختار اليوم الخميس للحديث معها
ايا كانت المصادفة فزينب سارت بعد ان تركت السماعة بكل نشاط وحيوية وكأنها لم تكن مريضة للروماتيزم وتآكل الغضاريف

ذهبت لاميرة واعطتها حضنا دافئا طويلا شعرت خلاله اميره انها تريد ان تخرج من جسدها قلق الشهور وانها تخلعه لعطيه اجنحة وتصبغه بلون مبهج فيتحول الى طاقة حانية جميلة ولم تستعجلها اميرة في انهاء هذا الحضن الدافئ لأنها تعلم ان تلك السيدة لم تكن من السيدات اللائي يخرجن مكنون قلوبهم ويتلامسن مع من حولهن وان لديها تحفظ على مشاعرها وكأنها لا تريد ان تعطي مفتاح قلبها لأي غريب لم يكن له رحم مشترك معها او مع عائلتها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ