قصة يوم الخميس الفصل الرابع المصيبة الكبرى

الفصل الرابع
هرعت السيدات إلى حجرة كرم بعد سماعهن لصوت ارتطام ليجدنها ميتة و كانت نازلي اسرعهن وصولا إلى كرم  ، أمسكت  نازلي بمعصم كرم لتجد أن النبض متوقف و أن العلامات الحيوية كلها متوقفة فهي لا تتنفس وليس في قلبها دقة واحدة تساعدها على ان تستبقي الروح وتمنعها من الرحيل
ظلت الدكتورة نازلي تحاول استيعاب الموقف لفترة فهي طبيبة بالفعل ، و كم من مرضاها كان يحاول الانتحار و استطاعت أن تنقذه قبل أن ينفذ رغبته و هي لم تشعر بالمرة أن كرم لديها نزعة انتخارية ، بل كانت تشعر بأنها مثقفة و رزينة و ذات شخصية قوية ، على عكس زينب التي شعرت بانها مهتزة ومريضة نفسية .
موت كرم كان اشبه بالمصيبة التي تأتي بقضاء وقدر فهي المرأة الحديدية صاحبة الاملاك والاعمال والاموال وهي بلا منازع البنك المتحرك للمجموعة وكان اسمها على مسمى فهي غاية في الكرم ولا تتأخر عن اي من السيدات في اي من المواقف فكلهن بعيدات عن اسرهن وعن سطوتهن وهن مجموعة اصرت ان تكون اسرة عجوزة متماسكة على اختلافها كما تتماسك الرمال بعوامل الزمن فتصبح صخورا رملية لا تتفتت
في ذلك الوقت جلست صفية وهي تقول بصوت عال :
"مصيبة ، الكل سيعلم ، مصيبة "
نظرت زينب لصفية مندهشة وما المصيبة ان يعلم الجميع ، فانها كانت تنوي الانتحار وجبنت وكانت تريد ان يعلم الجميع ، بل كانت تريد ان تنشر الاخبار في جرائد الجمعة لتراها ابنتها فتحزن على فراقها وتندم اشد الندم على انقطاعها عن زيارتها وتتحول حياة ابنتها الى ندم دائم ، هذا كان مخططها وما ادهشها ان المصيبة عند صفية هو ان الكل سيعلم
و في نفس الوقت أمسكت فاطمة هانم الهاتف المحمول و ظلت تطلب أرقاما و تتحدث بهمس و الجميع لا يعلم مع من تتحدث و لماذا و ذلك لأنها تركت الحجرة و ظلت في الحديقة أمام الغرفة طوال فترة الحديث و لما عادت وجدت أن نادية تبكي بحرقة و تولول و تقول بهستيريا وهي تضرب على جسمها
" الدور علي ، الدور علي أنا ، المفروض أنا مش هي ".
تركت الدكتورة نازلي ، وهي  أحدث السيدات وصولا إلى الدار ، تركت كرم ، السيدة الملقاة على الأرض و أخذت نادية بين أحضانها لكي تهدئ  من ثائرتها و هي تقول :
" لا يوجد هناك  دور على أحد ، إنه قضاء الله "
دخلت بعض من المشرفات على الدار مسرعات إلى حجرة كرم بعدما سمعن الأصوات و العويل و البكاء.
وجدت المشرفات السيدات كلهن حول جثة كرم و هن في حالة من الذهول و الهستيريا ما عدا فاطمة هانم التي عادت مرة أخرى إلى مكالمتها على الهاتف.
سألأت كبيرة المشرفات  سؤالا عاما و هي تنظر لوجه كرم :
" ماذا حدث "
مالت ببعض الخوف على جثة السيدة كرم الملقاة على الأرض  قائلة  " من قتلها ؟"
نظرت السيدات لبعضهن البعض ولم تجب أي منهن و لكن أجابت نازلي قائلة :
"  لا أحد يقتل هنا ، إلى ماذا تلمحين ، اعتقد أنه أمر الله "
دخلت عندها أحدى الممرضات و نظرت الممرضة للوضع و قالت للمشرفة :
" هناك دماء على الأرض ، لا أظن أن الموضوع يجب أن يمر بسهولة ، يجب أن نخبر الشرطة حالا "

خرجت الممرضة مسرعة لكي تبدأ في إخبار الإدارة بما حدث و في نفس الوقت قامت زينب بتمالك نفسها و طلبت من السيدات أن يجتمعن معها في حجرتها لمناقشة ما حدث و ماذا سيفعلن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ