حين تتزوج الشرطة الجيش تنجب فلول

كانت الشرطة على ذمة الحكومة زمن غير قليل وجيل بعد جيل كانت تسمى البوليس السياسي ويقوم هذا البوليس بالقبض على الناشطين السياسيين ايام الملك والانجليز
والانجليز للاسف حين يرسخون في مكان ويتمكنون منه يعلمون الناس الخباثة والخبث ويقومون بافساد المجتمع لصالحهم
بعد الثورة الاولي لمصر طرد الملك وتغيرت الشرطة واصبحت في خدمة الشعب لفترة قليلة ثم
عادت مصر لسيرتها الاولى في البحث عن الديكتاتور البديل
فكان الجيش هو يد السلطة يأخذ كل مزايا الدولة ويحصل الظابط الجيش المصري على كل رفاهيات الحياة حتى ان الشباب اصبح يتوق للانضمام الى الجيش لكي يصبح من الفئة المقربة لقلب الحاكم الاوحد
الى ان انهزمنا في 67
وسار الجيش بين الناس في ذل لا يحسد عليه واصبح الكلام عن الجبناء وعن الجيش المصري الذي خانه رؤساءه ووضعوه بلا خطط ولا قيادة وامر بالانسحاب من الساعات الاولى للمعارك
عاشت الشرطة فترة تنافس الجيش وتتثاقل عليه وتتحداه فكانت مواجهات ضابط الشرطة وضابط الجيش اشبه بالحرب الباردة بين امريكا وروسيا الى ان انتصر الجيش في 73 وانتعشت اللواءات وعادت له الروح مرة اخرى ولكن اتت محادثات السلام بصدمة للجميع وخصوصا ضباط الجيش الذي اراد السادات ان يقلصه لصالح بناء الوطن ورفعته بعد ما كانت البلاد العربية كلها تعايرنا بقلة الامكانات وفقر الشعب
ومن اساس التقدم فرض السادات تطبيق سيادة القانون على الشرطة وبالتالي لم يعد له من ظهر يسانده ولا الجيش ولا الشرطة والنتيجة محتومة
قتل السادات ولم تحمه لا الشرطة ولا الجيش وجاء لنا اسوأ رئيس لمصر
لم يحبها ولم يفكر فيها ولكن في عهده انقمص الجيش واصبح الشيء الوحيد الذي نسمعه عن الجيش هو المشير الطنطاوي
ودام حكم الرئيس سنة وراء سنة ونحن لا نراه الا في المناسبات ويعطينا الخطاب المحفوظ والمنحة السنوية الى ان كبر الشاب الطموح الذي لم يكفه شعب مصر كلها ليأكله بل ويتحلى بالمتبقي من تارثه وتاريخه وآثاره
بدأ على يد هذا الشاب الزواج بين الشرطة والحكومة واصبح القانون مغيب ويده مقطوعة وعشنا في ايام يحفها الظلم من كل مكان
تزوجت الشرطة الحكومة وعاثت في الارض فسادا وتمنجهت وسلبت حريات وقتلت بدم بارد وزاد المريدين واصبح كل ضعاف النفوس يتمنون ان ينتموا لهذا الكيان العفن صاحب الرائحة الكريهة
ولم يرض الجيش بعد ان عاش 30 في الظل ان يظل اكثر من هذا تحت جناح هذا الشاب الطائش العابث باقدار البلاد وكان الجيش ينتوي الانقلاب على هذا الشاب حين يصل للحكم وهو يعلم ذلك ومخابراته تعلم ذلك
قام بتأمين نفسه بخطط دفاعية مع الشرطة واشترى لها آلاف السيارات المدرعة والاسلحة وقام بتدريبات على القنص والقتل واعتبر ان اي رأي سياسي يعتبر رأيا ارهابيا وتعامل مع اي سياسي على انه ارهابي
ولكن سبق الشعب الجيش بخطوة وقام بالانتفاضة والثورة على الظلم وتحقق ما اراده الجيش ولكن برؤية مختلفة تماما
الجيش لم يعترض على ما يحدث في البلد من فساد ولكنه اعترض على ان يمسك البلد شاب طائش لا يعترف بقيمة الجيش ولا يضعه في معادلاته السياسية
الجيش لم يقم بهبة لاصلاح البلد ولكنه كان سيهب لمنع توريث الحكم
لكن الثوار قاموا وهبوا لممارسات الظلم البين التي قامت بها الشرطة ولممارسات الفساد التي قامت بها الحكومة
لم يوافق الجيش على تلك الرؤية فضباط الجيش لم تكن تنتقص كرامتهم ولم يهبوا لكي تعود لهم تلك الكرامة
الآن ما اراه ان الجيش بعد ان امسك المجلس فيه بزمام البلاد واصبح على اتصال بالشرطة والمباحث وامن الدولة وكل ما كان يغذي ديكتاتورية الدولة ، قاموا بنفس الدور مع المجلس
سيادتك فيه مخططات لقسم البلاد الى اقسام
سيادتك فيه فلوس بتروح لناس من جوه علشان تبوظ البلد
سيادتك فلان اخواني حيقلبها ايران
سيادتك فلان اسرائيلي عايز ياخد سيناء
واقتنع المجلس العسكري بتلك الرؤية لان كل منهم يخبره انه قام بتسجيل ورصد التحركات والاقوال والافعال
ولو اقتنع المجلس العسكري ان هذا هو الافضل للبلد
وان الشرطة بشكلها الحالي تنظر لمصلحة البلد
فلن تصلح هذا البلد ولن تتطور وسنظل في نفس منظومة الديكتاتورية العمياء مع اختلاف من ينتهجها
المجلس سيصبح صورة من الرئيس السابق لا ياخذ قرارا بدون الرجوع لامن الدولة التي تعطيه الاخبار عن الاتجاهات السياسية والتوجهات وان هذا الشخص سيقلبها فوضى وذاك الشخص سيقلبها سلف ويظهر في السوق المارد الجديد ايا كان هذا المارد وتدافع الحكومة عن مصلحة الشعب البليد الذي لا يعرف ما هي مصلحته ونتحول بقدرة قادر الى ديكتاتورية جديدة
لن تصبح مصر ديمقراطية ولن تتطور وتنجح وتعلو لو لم نقضي على الشرطة الحالية من جذورها ونبدأ من البداية مع شباب وطني يحب البلد ويعمل في الشرطة لكي يؤمن المواطنين ويكن هدفه الاول حماية المواطن
يارب
اعيش واشوفها يارب واكون رضيت

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ