عبادا وعبيدا


عاش شعب احب الله حبا فوق الخيال واحب نبي الله ورسوله حبا حتى اذا مات هذا الرسول استبقاه الشعب بقصص اعطته الحياة ولكنه ذهب حسب رواة الاساطير لينتظر هذا الشعب في السماء واعتبروا زوجته مثله وتحول هذا الشعب من موحد بالله ومحب له الى مشرك بالله ومحب لرسول الله وزوجته وكانت قصة نبي الله ادريس (اوزوريس) وزوجته ايزيس وكان الشعب المحب للاله ومعترف بالحياة الاخرة ومحب للخير والرخاء هو شعب مصر وتكررت الكرة مرة ومرة وفي كل مرة تبدأ برسول ونبي وتنتهي باله وكل هذا الحب لم يخرج الشعب المصري من العبودية والحب المصحوب بالعطاء الأخاذ الذي يضحي فيه صاحبه بالغالي والنفيس لارضاء محبوبه والتقرب له
تمر آلاف السنوات ويتغير الكهنة والآلهة ويظل الشعب المصري هو الشعب المحب المعطاء بلا حدود ويقبع في عبوديته وتغيرت الملوك عليه واصبح الملوك غزاة وهو يحب ويعطي حبا في الإله وتمر آلاف السنوات ويأتي الاسلام في نهاية الاديان ليمنعه من العبودية ولكن هي عادته ولن يشتريها فيحب اولياء الله ويتصوف ويتهدج ويبكي في الضريح ويقول مدد يا سيد يا بدوي وكان هذا السيد البدوي سيأتي بالمدد له
جاء الاتراك واعجبتهم اللعبة واصبح الخليفة يعيش في تركيا وياخذ مال المصريين لبيت المال ويعيش الشعب المصري بنفس العبودية والمذلة ويعطي بلا حساب ويعاملة الغازي باستعلاء ويضربه بالسياط ويستبدل الشعب المصري مستعمر بمستعمر ولكن الانجليز ليسوا محبي لله ولا يلعبون لعبة الدين فانقلب عليهم الشعب وتجمعت قوى الشعب وانتهت بثورة اخرجت الملك المصري سليل الاتراك ومعه الجنود الانجليز من مصر واصبحت مصر تتبع مصر وللمصريين لاول مرة في تاريخها وبلا آلهه ولكن
وآه من لكن استساغ المصري ابن المصري اخو المصري عبودية اخيه و لبس نفس الثوب واسقى الشعب المصري من نفس الكأس و اصبح الضابط المصري هو السيد وصاحب السلطان ويتبعه الشعب بنفس الخنوع وبدلا من البشوات الاتراك اصبح هناك السوبر بشوات المصريون ولما انهزمت مصر تقريبا لاول مرة في العصر الحديث وتخلت عن سيناء في اقل من اسبوع نهض الشعب المصري وكره الجيش وتذمر وهب في حرب قوامها اقل من شهر واستعاد ببسالة متوقعه منه جزء من ارض سيناء المحتلة وانزعج الصهاينة مما رأوه من بسالة الجيش المصري واعطونا سيناء كاملة بلا حرب وبمعاهدة
مرت عشرات السنوات ولله الحمد انها عشرات ولكننا في نهاية الزمان الذي يعتبر فيه الدقيقة بيوم والثانية بساعة فانقضت الثلاثين عاما ونحن في خنوع استفاد منه حاكم البلد هو وحاشيته ولكن هذه المرة نشأ جيل في الظلام ، جيلا حرا لم نعهده من قبل في مصر
جيل من الشباب الحر الذي لم يعاصر اي من الغزاة ولا المعتدين ولا المحتلين ، شباب حر لم يعتد ان يعامل من مغتصب وتطور الجيل وخرج من شرنقته ليتحول الى فراشة حرة تطير هنا وهناك وتقرأ في الانترنت وتستعمل التليفونات المتصلة بالاقمار لكي تطلع كل يوم على جديد
جيل شعر انه متفوق على اهله بالتكنولوجيا فلم تعد نظرته للاهل نظرة المكسور الراغب في المعرفة
جيل عملت امهاته لتطعمه فنشأ مساو لها في المقدار ومضاد في الاتجاه
جيل رأى الظلم حوله في فلسطين والعراق ورأي سلبية مفرطة في التعامل مع الاحداث
جيل رأي ان الظابط المصري يعيش فرعونا بلا ملك وملكا بلا رعية وسلطان جائر على كل من يراه
لم يكمم فاه ولم ينطو او يستعبد بل اطلع على ما فعلته الشعوب الاخرى
قرأ في التاريخ ، وقرر ان يخرج عن صمته ويعبر عن غثيانه من سلبية اهله ومشي في مظاهرات سلمية تحيط بها ملائكة الرحمة من ربي
هذا الجيل قرر ان يغير طريقة معيشة الشعب وان يرفض والا يرضى بان يكون عبدا لبشر
قرر هذا الجيل وامسك باهله في يده وقال تعالوا معي نحتج ونتكلم ونصرخ فانتم مازلتم تعيشون ايام اوزوريس
فهم الدين بمبدأ العباد وليس العبيد واصبح يحب الله ولكن لا ينحني لبشر
الثورة لم تغير في نظام الحكم ولكنها غيرت في جينات الشعب المصري فلم يعد عبدا لاحد
اصبح المصري من انصار المؤمن القوي وليس المؤمن الضعيف
لو تمت هذه الثورة بنجاح ان شاء الرحمن ستصعد مصر ولن تعطي حريتها مرة اخرى لا لكاهن ولا ملك ولا رئيس
ستحتفظ بتلك الحرية داخل مآقيها وفي ثنايا دماغها للأبد
مصر تغيرت ولن تعود فاعتادوا عليها ولا تغيروها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ