المصري شادد حيله

من القليل حينما ارى مصري منتصب القامة سائرا للامام باندفاع ومستقيم الظهر ومسبسب الشعر
المصري ترى عليه سمات من البساطة في طريقة سيره وكلامه ومعظم الوقت يقول لك العامة ما تعرضهاش ، ما تأزمهاش ، ما تكشكشهاش ، ما تزمتهاش ، ما تعقدهاش
كلها تدل على ان تتركها على الله ، سيبها تمشي وكأنك لو حسبتها ستقف
ما هو الشيء الذي لو فعلته عقدها وعرضها وكشكشها ، هو التقيد بالقواعد والقوانين
نعم
التقيد بالقوانين لدينا تعني انك تعقدها وهذا ما يعقدها بالفعل
فالمصري لا يحب ان يتقيد باي قواعد ولا قوانين وتراه في ابسط حالاته في الريف يسير والحمار تحته يقفز به في خطوات متتابعة ولا يعبأ بشيء والسيارة خلفه تسير ولا يسمح لها بالعبور لانه لا يجد غضاضة في ان ينتظر ساعات وقد يقف ليتحدث معك في مواضيع غير متناسبة ولا تتواكب مع ما يريده ليعبر بالوقت الجميل وانت معه
هذا الفلاح البسيط الذي لا يعبأ بالطريق ويمكنه ان يستخدم اسطح منزل جاره ليضع فيه فراخه لان ليس لديه مكان ويقول لك
الناس لبعضيها
وتوافق الام على ان تاخذ رضيع جارتها لتهدهده بدلا منها لكي تذهب للسوق فتتبضع لان الناس لبعضيها
واذا رفضت كما يفعل اهل المدن فانت تكشكشها وتعقدها
ومن هنا تأتي السمة المصرية الجميلة القبيحة
عدم الامتثال للاوامر والقواعد والقوانين
ولهذا تجد ان الشعب المصري مختلف عن غيره من الشعوب
فهو ميال لان يعيش بأقل القيود الممكنة واذا كان ولا بد من قيود فيجب ان يجد الوسيلة او الشخصية التي تعفيه من هذه القيود
انا احب ان تكون الناس لبعضيها ولكن التقيد بالقوانين له اهميته وتغير تلك الثقافة واشعار الفلاح ان القيود هي ما تجعلك تتقدم وتلك القيود من السير في الطريق بما لا يعطل غيرك هذا من حق غيرك عليك وان الناس لبعضيها ولكن في حدود ما لا يضر الباقي
تغير ثقافة المصري واشعاره ان القيود ضرورية من المهام التي يجب ان نبدأ بها في الحقبة القادمة للبلاد ووضع تلك الثقافة في مناهجنا مهم
بس من غير ما نعقدها 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ