الفتنة وآه من الفتنة


قانون الطوارئ
وانا صغيرة كانت حكايات مامتي هي اللي بتعيشني لان في الخمسينات مفيش تليفزيون وكان الخيال المرئي يحدث في الاحلام او اخرها احلام اليقظة وكانت الحكايات ما بين الانبياء والرسل وما بين الحواديت التراثية الجميلة بتاعة الامير طماطم (اللي اكتشفت انها ترويض النمرة) او سليسلة وحكايات العمة الشريرة او مرات الاب المفترية وفي النهاية حكاية الحرب العالمية الثانية والالمان والانجليز والبطولات والغارات
كل تلك الحكايات كونت طفولتي الاولية ولكن والت ديزني ربنا يعمر بيته دخل في الستينيات ليدخل بعض البهجة على العقول والاخلاق على القلوب فعلمنا الرقة مع الحيوان وغيرها مما اضافه لحكايات امي الجميلة رحمها الله
ما دخل هذا بقانون الطوارئ
جايالكم خلي عندكم صبر ، ... الله بقى
دخلت حرب 67 وعرفنا قانون الطوارئ لاول مرة افهم ان الجيش بيمنع الناس تمشي في الشارع وحظر التجول وان لو فيه واحد مشي يتحبس ولو ما رضيش يقف يتقتل وكانت تتحدث عن تلك الوقائع بحذر وتطلب منا ان نستمع الى كلام العسكر ونطيع
كانت ايام العدو فيها معروف
هو الصهاينة
وفي 73 كنا نسمع كلام الجيش بلا تردد وما يقوله الجيش سيف على رقبتي فهو من يحمي بلدي وفي 77 حين اعترض الشعب على الحكومة والرئيس نزل الجيش والناس اتملت من الشوارع واعتقالات والدنيا هديت في ليلة وسموها انتفاضة الحرامية
عشنا وكانت السبب في عودة يد السلطة والعصا لمن عصى ونسينا دولة القانون اللي قالها السادات في يوم ان الانسان يجب ان يكون مؤمن في بيته ونسينا ان الشرطة تتصرف باحترام ومات السادات ونسينا ان قانون الطوارئ فضل
محدش من قرايبي اتاخد في معتقل والشرطة اعطت الحرية لان تمارس كل شيء الا ان يكون لك راي سياسي
وبالتالي كان زعلي منهم هو قلة الاحترام و استغلال النفوذ ولكن حين يكن لك قريب لواء او ضابط فانت مؤمن من اي تمادي مع الشرطة
بس واحنا اسفين بجد نسينا الجيش تماما في المعادلة ، حقيقي الجيش اللي مامتي كانت بتحكي عن بطولاته واللي شفناها في 73 اتركن ومحدش زعل عليه
اتلهينا في حياتنا ونسينا اهم دعم للبلد
محدش جاب سيرة شهداء 73 ولا كانهم ماتوا علشان بلدنا ترجعلنا وكان السلام هو اللي جابها
لما جاء الجيش في 2011 يحمي الثورة قلت لنفسي
يااااااااااااااااااااااا
ده احنا عندنا جيش
الله ده من احسن جيوش العالم
وما رضيش ان حسني يورث البلد هو وعياله واصحاب عياله والخونة
ربنا يكرمك ولكن
الجيش ايامنا كان يتخاف منه واللواء من دول حتى في بيته اسد
ييجي مجلس يسمع الناس وهي بتقول لأ وآه
الله الجيش ده مش بتاع هزار
ما ينفعش تقول ساعة الحرب لأ و مينفعش تناقش
اعمل تعمل ، روح تروح ، اللواء من دول بيبقى افضل كلما كان منضبطا اكثر ومسموع كلامه اكثر
الله الجيش ده اللي كنت اعرفه زمان مسك البلد
والبلد من اساسة بايظة ومش منظبطة
وقال ايه البوليس هو ايديه اللي بيضرب بيها
للاسف ايدين لازم تقطعها
في النهاية مش حاطول عليكم لان السيناريو اللي انا شايفاه من وجهة نظري المتواضعة
الجيش مسك البلد مش بالصدفة ولكن كان عامل حسابه من الاول لو الواد الدلوع جمال مسكها كانوا ضربوه على ايده
الواد الدلوع جمال كان عارف ان الجيش مش حيرضي وكان هو والعادلي (أغبى لواء ممكن تشوفه) ان لو الجيش عمل كدة فيه حاجة اسمها الخطة 100 (حتى الاسم غبي زيه مكان سماه اسم من بتوع السينما مثلا يكون فيه وحش والا تعلب والا حتى عصفورة قبل المية) ما علينا
العادلي نفذ الخطة الخايبة اول ما لقى ان الشعب هاج
الشعب توحش جامد و ما عرفوش يلموه وكان لازم الشرطة تموتهم كلهم علشان الموضوع يتلم
وتموت مين حية ولها مليون راس تموت مين وكل واحد فينا كان حيروح الميادين ويدافع عن حريته\
الجيش جاء يمسك زي ما كان بيخطط من الاول
الناس فرحت بيه ما تعرفش انه كان عارف انه حيعمل كدة الموضوع متستف مع القادة
لكن بعد ما الثورة نجحت وهو مسك بجد الثورة المضادة كانت جامدة بحيث انه لقى ان مش حيعرف يسلم البلد بسهولة لان كل شوية واحد يقول الحقني يا جيش
لكن الجيش اعتبر ان الشرطة هي سلاحه وهي اللي بيستخدمها لمنع الفتن
وللعلم هو اخطأ لكن مفيش بديل لان البوليس هو ملك الفتن
وآه من الفتن
فتن الشرطة علشان ترجع تقول الشعب الهمجي ده ما يقدرش عليه غيرنا
فتن الحزب المنحل اللي عايز يرجع ويستفيد من السلطة تاني
فتن الصهاينة اللي عايزينها تتقسم
فتن المسيحيين اللي كانوا فاهمين ان الشعب ضدهم وواخدين منهم مصر بلدهم وكاننا من بلاد الواق الواق
فتن الناس المؤجرة من كل ما سبق
النهاية ان احنا في مفترق الطرق ولو عرفنا نعدي من عنق الزجاجة من غير ما يزيد الهوة بين الشرطة والشعب يبقى خير
لكن لو ما عرفناش يبقى الشرطة دي تروح تشتغل في اي مصيبة تاخدها وتسيبلنا البلد احنا ناخد بالنا منها
والجيش حيفضل حامينا من العدو ولكن لما يبان 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ