الهضبة الغالية

كان هناك شعب يعيش في سهل من سهول جبل الى ان ضاق بهم السهل وجلس الشباب فاقترح احدهم ان يتسلق الشباب الهضبة القريبة منهم والتي يطل منها بعض من الاشجار فيعلم الجميع ان فيها الخير الكثير
اتفق الشباب على ان يصلوا الى الهضبة ومنها يسقطون حبالا ويصنعون سلما يساعد اهل السهل على الصعود
حاول الشباب التسلق الصعب على صخور مدببة وحادة وبعد عدة امتار  قلق البعض من السقوط ويأس البعض من الوصول
وغار البعض من وصول شباب الى اعلى مرتبة منهم فعاد منهم الضعيف والجبان وظل الاقوياءيحاولون يموت منهم من يموت ويصاب منهم من يصاب فيعود الى السهل وهو حزين لعدم قدرته على استكمال الرحلة الواعدة للهضبة الغالية
في منتصف المسافة وجدوا غارا يمكنهم المكوث فيه قليلا لالتقاط الانفاس
بدأ الشباب في المناقشة
البعض جلس يحدد المهام التي عليهم عملها لينجحوا في الوصول خاصة وان الرحلة ازدادت صعوبة مع ارهاق الشباب
البعض بدأ يحلم بالعيش الرغد في كنف هضبة جميلة
واستمع لهم احد الشباب وهو عازم على العودة ثم وقف وبدأ في تنفيذ خطته
استمعوا لي
انا اعلم رجل شيخ كان يعيش وسطنا وكان يعيش في الهضبة في شبابه
ان الهضبة ليست كما تحلمون انها مثلها مثل ما نعيش فيه
اقترح ان نكتفي بهذا القدر من المحاولة ونعود لنخبر اهلنا بان الهضبة لم تكن هي الحلم
ما الذي اغضبكم من بلدكم الجميلة
انكم لتأكلون وتلبسون وتفرحون وتحزنون
ولنسع بعضنا بعض ويمكن لكل عائلة ان تسع شيخا معها وتسير السفينة
لم يستمع له الشباب فبعد وصولهم لمنتصف المسافة وبعد التضحيات التي تمت لا يمكنهم العودة والغاء رحلتهم التي يعيل عليها شعبهم كله
اصر ذلك الشاب على اقناع الجميع بالعودة وظل الليلة يقنع هذا وذاك ومنهم من صدقه ومنهم من لم يصدقه
في اليوم التالي
عزم الشباب كلهم على استكمال الرحلة ما عدا شابا واحدا نزل بسرعة الى القرية وظل يقص لهم قصص بطولته وكيف انه صعد الى الهضبة ووجدها جرداء ليس فيها الا بعض الاشجار التي يرونها وانها مليئة بالوحوش الضارية التي اكلت الشباب ولكنه استطاع ان يهزمها وعاد ليخبرهم بهذا وهو على يقين ان الرحلة ستفشل وان الشباب ستموت قبل ان تصل الى غايتها
في يوم شمسه كانت جميلة وجوه كان منعشا
استيقظ اهل القرية ليجدوا سلما كبيرا يهبط من الهضبة ليصعدوا اليها
وقف الشاب امام السلم وقال لهم
لا تصدقوا هذه الخدعة
انها من اعلى ولا تعلموا من هو مرسلها قد تأخذكم الى حتفكم وتموتون كما مات الشباب
فهل تصعد القرية لأعلى
هل تخاف وتظل في القاع
كلي امل