لن اعيش في جلباب ابني

لن اعيش في جلباب ابني

by Kohinour Ahmed Osman on Sunday, 10 April 2011 at 03:13

كنت في طفولتي انبهر بامي وهي تعرف اشياء كثيرة لا اعرفها و تخبرني بقصص الانبياء و تحيك و تصول و تجول في المطبخ و يعود ابي من عمله و معه كتب اقرأها و يقص لنا عما حدث في المكتب و المحكمة و القضايا و افتح فمي وانا مبهورة بكل تلك الخبرات اللانهائية التي اسمعها وكبرت وانا اجلهم واحترمهم

تمر السنوات و ارى التليفزيون و ابدأ في تلقي اخبارا عن العالم اكثر مما اسمعه منهما و لكن ما ظل كلا من ابي و امي المثل الاعلى و القوى الكبرى

اكبر أكثر واتزوج

بعد ان انجب اسأل امي كيف هذا و لم ذاك و استمع و اقرر بان الخبرة تسبق العلم و اسمع كلامها دون تمحيص في الكثير من الاوقات و ان لم تكن كلها ولو اختلفت معها اناقش بأدب لئلا تشعر ان اقلل من شأنها او خبرتها

انجبت اولادي في زمن الانترنت و كان الانترنت من المصادر الهامة لهم في حياتهم و من صغرهم لم تكن معلوماتي هي المصدر الوحيد بل كانت المناقشات تتم ان لديهما مصادر اخرى لا يتشكك فيها و انهم في احيان كثير على صواب و انا على خطأ

لم اسمع كلمة حضرتك في كثير من مناقشاتهم معي

سمعت " انا اعرف هذا اكثر منك " في العديد من المواقف

سمعت " لا اريد ان اكون مثلك" في احيان اخرى وقبلتها

وترددت جملة

لا اريد ان اعيش في جلباب ابي

ونظرت ورايت ان بعد العمر الطويل كل منهم يعلم جيدا ان اراء كثيرة سمعها مني كانت سديدة

ان مواقف كثيرة كانت الرؤية لصالحهم

و لكنهم جيل يريد ان يخوض التجربة

جيل لا يعترف بالحكمة ولكن يعترف بالعلم

اذا سمع مني رايا لا يوافقه الا لو اجتمع مع اصحابه و اقروا هذا الرأي او سمعه في برنامج او قرأه في الانترنت او تداول في الاعلام

في النهاية

انا ارى ان خوض التجارب مهم وضروري ولكن يجب على الانسان أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون

يجب على الشاب ان يعتد برأيه ولكن لا يتمسك به لو كان على خطأ رغبة في اثبات الذات

ولدي الحبيب سواء عندي ابن كان او بنت

انا اقدر حماس الجيل و اقدر زخم مصادر المعلومات التي تعرض عليكم من كل صوب و حدب ولكن

ألا ترى ان هناك مواقف عرضت علينا كأهل لك في حياتنا وعلى مدار سنوات تتعدى ضعف عمرك

ألا ترى ان الطريقة التي ترفض بها رأي غيرك يجب ان تتم بلا تعال ويجب ان يصحبها ادب العلماء وتواضع المثقفين

ألا ترى ان اخذ الرأي من الاكبر سنا سواء عملت او لم تعمل به ضروره لكي تضيف بعدا آخرا لقراراتك

وتذكر

كم مرة اختلفت وانت في ابتدائي معي وفي اعدادي ضحكت من تصرفاتك الحمقاء

وكيف في الثانوي نظرت لنفسك في اعدادي و وقعت على قفاك من كثرة الضحك على نفسك وانت تتحدى وتناقش قضايا ساذجة و بريئة

وكيف وانت في الجامعة نظرت لمن في الثانوي على انهم مراهقين سفهاء

وكيف وانت متخرج من الجامعة نظرت لأيام الجامعة انها كانت ايام الحياة فيها بسيطة وتتمحور في اتجاه واحد

واسألك سؤالا واحدا

ألن نمر نحن كأهل بكل ما مررت به يوما بيوم ونضيف عليه عمرنا قبل ان تأتي

انا اكتب هذه الخواطر لان بعض الشباب الآن وخاصة بعد الثورة ينظر للأهل بنظرة تعال و كبرياء نحبها جدا ولكن يجب ألا تأخذهم العزة و يبتعدوا عن حكمة الاهل و يستمروا في مواجهاتهم مع الكبار دون الالتزام بطريقتنا في المعاملة مع اهلنا وهي الاجلال و الاحترام و الاختلاف بأدب جم مع حفظ الوقار

واضيف ان هذا الاسلوب يدمر علاقتهم بالكبار و ينزع من الكبار تعاطفا لافكارهم وهذا واضح في من انقلبوا على الثورة و علاقة الجيش المصري باولادنا الآن

اشكرك يا بني و اعلم

قد لا تريد ان تعيش في جلباب ابيك

ولكنني ايضا

لا اريد ان اعيش في جلبابك

فهو لا يناسبني


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ