مهما كانت ثروتك

سورة الكهف :
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا (33)
.
سورة الكهف فيها امثلة كتيرة بتبين ازاي الانسان بيفتن في حياته واول مثال هو الاتنين اللي كانوا اصحاب و كان بينهم نقاش وكلام
واحد منهم عنده جنينتين فيهم عنب وربنا في الاية بيقول وحففناهما يعني حط ضمير الجماعة في الفعل يعني ربنا قدر لهم انهم يتحاوطوا بنخل وجعلنا بينهما زرعا يعني بيتكلم عن الجنينتين بان ربنا قدر لهم النجاح وان يطلع الزرع بينهم وان النخل يبقى حواليهم
الاية التانية ان الجنينتين بيطلعوا الزرع مفيش واحدة اخذت اقل او اتظلمت وكمان ربنا فجر جواهم نهر وهو المجرى اللي بيعدي منه الماء ربنا سبحانه وتعالى سخره بين الجنتين وانفجر يعني ممكن يكون ينبوع من الماء عامل مجرى ومعدي بين الجنتين
طيب
في الحالة دي هو الراجل يعتبر ان الجنينة دي اشتغلت بشطارته والا بتوفيق من ربنا
المفروض انه يبقى عارف ان النهر ده اللي ماشي عنده مش بقوته والا بعلمه اتكون واتعمل ولكن نشوف باقي الحكاية
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا - 34
كان موسم الحصاد والظاهر كان فيه كلام على اللي عنده ولكن هو قال له
انا اكثر منك مالا واعز نفرا
يعني هنا بيتكلم على حاجتين المال والناس اللي معاه
يعني هو عنده ناس بتساعدة في الزراعة وواضح ان الراجل التاني كان بيتكلم عن ثروته وقد يكون بيقول له انا معايا او بيتكلم عن نفسه فتطرق لموضوع الفلوس والانفار
وبعديها راحوا الجنينة
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا - 35
هنا بقى بداية الفتنة
ربنا بيقول ظالم لنفسه
ابتدى يحس ان الموضوع ده دائم وان الجنينة دي مش حتروح منه
هو بدأ يتغر بنفسه ويشعر ان الموضوع بايده هو وبكدة ابتدى يدخل في دائرة الزهو وده بداية الانحراف عن الشعور بعبوديته لله وده ظلم لنفسه ونلاحظ ان ربنا بيعتبر الظلم اوحش من الكفر كمان
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا - 36
ومن كتر غروره شعر ان اللي قدامه ده من تعبه ومجهوده وان لو رجع لربنا لازم يعطيه واحدة زيها سواء لشطارته او استحقاقه المهم انه كفر بالساعة واحنا عارفين ان الايمان بالقيامة من اسس الايمان بالله
هنا ييجي دور صاحبه اللي بينبهه
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا - 37
قال له ما تحسبش نفسك حاجة انت كنت تراب ثم نطفة ما تتغرش بنفسك انت اللي عملك هو ربنا ما تفتكرش ان شطارتك انت كسبتها هي برضه برضا من الله وتوفيقه
لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا -38
ويكمل صاحبه انا لا يمكن اشرك بربي اي حد
طيب هو اشرك بايه
اشرك انه حط نفسه قبل ربنا او حط شطارته في درجة تتساوى بالله (استغفر الله)
وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَوَلَدًا - 39
هنا عندي تخيل انه بيطلب منه لما يدخل الجنة بتاعته لازم يقول ما شاء الله لا قوة الا بالله
يعني الواحد مننا لما تاخده الزهو بنفسه لازم يذكر نفسه ان اي حاجة احنا بنعمل بقوة ومشيئة ربنا
واضح انهم الاتنين كانوا زي بعض لانه قال له ما انت شايفني انا اقل منك مال وولد يعني انت ربنا اعطاك المال والولد مش بقوتك وانت استغليت دول في ثروتك
فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا- 40
أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا -41
حُسبانا: عذابا كالصّواعق و الآفات
صعيدا زلقا : رمْلا هائلا أو أرضا جُرُزا لا نبات فيها يُزلق عليها لِملاسَتِها
صاحبه بيؤكد على ان الخير اللي عنده ده من عند ربنا وانه قادر يعطيه هو الجنة ويبعت على جنته اللي يخليها زي الزلط الناعم اللي تتزحلق عليه من كتر نعومته وما ينفعش يتزرع فيه
او ممكن النهر اللي ربنا فجره بين الجنتين يقف وما تعرفش تجيبه
اكيد ان صاحب الجنة سفه كلامه لانه في النهاية بيندم
اللي حصل حاجة عجيبة
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا - 42
أُحِيطَ بالشَّيء : هَلَك ، أُبيد عن آخره
ربنا اكيد بيحبه لانه كان ممكن يسيبه ليوم القيامة ولكن ربنا وراه قدرته وخلى الجنينة زي ما هي لكن حصل حاجة للعنب بس يعني العنب اتحوط بنوع الظاهر من الامراض او الحشرات وبقت كل الجنينة من غير نبات وكل التعريش اللي عامله لعناقيد العنب بقت فاضية خالص
والاحاطة بالثمر ممكن ما يكونش بس العنب الثمر ممكن يكون فلوسه لانه استثمرها في الجنينة
المهم انه فجأة لقى ما عندوش ولا ثمر ولا فلوس وفهم معنى انه لما يتكلم عن نجاحه بدون ذكر الله يبقى كفر ولذلك ندم وقال ليتني لم اشرك بربي احدا
وفيه كمان حاجة
هو قال مال وولد
تعالى شوف ساعة المصيبة
وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا - 43
يعني حتى الانفار والاولاد ما نصروهوش ساعة الزنقة وبقى لوحده
.
العبرة في الصورة التعبيرية دي في سورة الكهف والتجربة المريرة للشخص ده انه مهما كان ذكاءك وقدرتك على الفهم والعمل ومهما كانت ثروتك اللي جنيتها او اخذتها لو مش عارف ان الحاجات دي كلها جاية من عند ربنا بس تبقى بتظلم نفسك وتبقى بتشرك بالله
المفروض انك تحمد ربنا دايما انه سخر لك الحاجات اللي حواليك وانه هداك الى انك تكون ناجح
في حالة النجاح المبني على العلم والتجربة والخبرة مفيش داعي اننا نتكلم عن نفسنا او نشعر بالانجاز المفروض اننا نحمد الله عليه ونتمنى الا تزول نعمته

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ