لماذا نجع عون (2)


حين بدأت وعقدت امري على ان اعمل على تنمية نجع الشيخ عوني او نجع عون كان المكان مقفرا و حين تقترب منه تختفي الالوان الخضراء وتشاهد مبان متباعدة و وجوه صامته ان وجدت لاطفال سمعوا صوت السيارة او شعروا بوجود غرباء بجاءوا يستطلعون اسباب الزيارة
كان الزيارة الاولى بعد توزيع اللحوم لغرض التوعية لان خلال الفترة السابقة للزيارة الثانية استطاعوا الانضمام لقافلة طبية قامت بها حركة سلفيو كوستا لمنطقة باب العبيد ( الاحرار حاليا) و بلغني من احد الاصدقاء ان الذين جاءوا من نجع عون كلهم تقريبا لديهم فقر دم ولديهم ميكروب او مشاكل في البطن ولم اندهش لهذا الخبر لان خلال الفترة بين الزيارتين علمت بوفاة طفل و مرض اخرين بمشاكل في البطن
قررت ان اذهب الى النجع راجية منهم مراعاة النظافة المسببة لدود البطن او اي ميكروب لديهم و كان كالعادة الشيخ رجب داعما مرحبا بكل عون نقوم به و طلبت منه احضار السيدات لاخبرهم بعزمي على ان اقدم لكل طفل في المدرسة دجاجة بياضة تقدم له فطور كل يوم
وجمع الشيخ رجب العديد من السيدات الذين كانوا في وضع يستدعي المساعدة واجلسهم على ارض بجوار منزله بحيث جلست على شرفة منزله وهن ينظرن الي انا وصديقة جاءت معي من البداية
كان رجب من الرحمة الكافية لان ينشر بعض من ملاءات منزله لكي يبعد عنهم اشعة الشمس
نظرت الى الاعين وانا حزينة لاني وجدت فيها انكسار و كنت قد احضرت معي بعض البسكوت والحلويات ووزعتهم على الاطفال و وجدت احدى السيدات تطلب مني ان اعطيها هي الاخرى وكان معها طفلا رضيعا وانا اعلم كيف ان الرضاعة احيانا تدفعنا الى الجوع
بدأت في خطبة صغيرة عن النظافة و ان عليهن استعمال الصابون قبل الاكل وبعده و في منتصف الخطبة شعرت اني اتحدث وكاني من كوكب اخر و اسعفني ذكائي ان ادرك مبكرا ان ليس لديهم المال الكافي للصابون فاخبرتهم
" طبعا مش حتقدروا تجيبوا الصابون ودي مهمتي انا حاجيب لكم الصابون كل اسبوع "
و نظرت الى رجب كي اخبره بالموضوع ليذكرني و علمت منه انهم غير متصلين بشبكة المياه لعدم قدرتهم على ادخال العداد وبالتالي فالمشكلة ليست في الصابون بقدر توفر المياه
اسقط في يدي لان الموضوع اصبح اكبر مما اظن
اكملت حديثي عن الدجاج فاخبرتهم بعزمي على الاتيان بدجاجة لكل طفل في المدرسة وسمعت الهمهمات و نظرت لاجد احداهن تسألني
وماذا عن الطفل الذي لم يذهب الى المدرسة فسكت و وعدتهم بدجاجة لكل طفل
في هذا الوقت لم تكن لدي الموارد الكافية لان احضر دجاجة لكل الاطفال فعدد الاسر التي تعيش تحت حد الفقر تصل الى اكثر من ستين اسرة ولكن عزمت على ان اقوم بذلك حتى ولو كان هو ما امتلك
وبالفعل حسب توصية الشيخ رجب اصبحت احضر اربع دجاجات وديك لكل اسرة حتى لو كان لديهم طفل واحد لان الدجاج لا يحب ان يعيش منفردا فهو في البرد يقوم بالتلاصق للحصول على الدفء من المجموعة
واراكم في المرة القادمة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ