الكارتون هو الحل


 ثقافة التابع وتغيير الثقافة
نحن اعتدنا في ثقافتنا أن نتسامر و لا نتحاور ، فالمحاورة و المناقشة  يجب أن تسير إلى هدف و نصل بها إلى خلاصة و نخرج منها بشيء والتسامر هو ان اتحدث وتسمعني وتتحدث واسمعك وتنتهي الجلسة وكلانا قال ما يريد ولا يهم ما نتفق عليه
اعتدت خلال دراساتي الهندسية ان اصل في اخر اي حديث الى التالي :
ما هي الخلاصة
ما هي التوصيات
الخص ما تحدثنا فيه واوصي نفسي او نوصي انفسنا بما سنقوم بعمله لاحقا
نحن اعتدنا الفضفضة ولم نعتد التحليل
لن نرقى اذا لم يعودنا التعليم منذ بداياته ان نحلل ونلخص ونوصي وهذا سيكون فارقا شديدا في مستقبل اولادنا في الامة العربية

التحليل الحالي لذهاب الشعب الى الاحزاب الاسلامية والكتلة المتدينة
إن لجوء الناس إلى اختيار الإخوان ما هو إلا رد فعل للشعور بالفساد المتفشي بين الأفراد و الأحزاب الأخرى
فمن ثقافة المجتمع و طرق تعليمه العتيقة أن يتلقى الطفل المعلومة ممن هو أعلى منه رتبة (معلم أو والد أو وصي) و يقوم بتنفيذها وهو ما كان يقوم به الحزب الوطني من تلقي تعليمات ،  و من الثقافة أن يعمل لكي يرضي هذا الأعلى ولهذا فالمجلس السابق كان لا يريد أن يرضي الشعب بل يرضي الريس ، و  من الثقافة الخوف من تحمل المسئولية و الخوف من السلطة لأن العديد من الأسر المصرية تلجأ إلى تخويف الطفل و ضربه و حرقه بدلا من إقناعه ، و من الثقافة أن نضيع الوقت و أن نسير بلا هدف لأن الأسر المتوسطة و دون المتوسطة تبحث عما يبعد عنها شبهة الفقر فتقلد الأسر الشبه غنية و الغنية باقتناء الأجهزة الكهربائية و التباهي بها لاثبات العزة و الكرامة و بالتالي كانت النظرة الاقتصادية للحكومات السابقة نظرة استهلاكية من حيث اعطاء الأعضاء صلاحيات مادية و خلافه ، و من الثقافة المصرية ثقافة القطيع ، فما أن تبدأ بنشر فكرة ناجحة حتى ينساق لها الجميع و تصبح موضة عصرية و مثلما قيل تجمعهم الطبول.

تعال لنتفق
الغرض هو مصلحة وطننا بالطبع
لنبدأ إذن في وضع نقاط يمكن أن تغير في ثقافتنا و مستقبلنا بالتأكيد و الله لو كانت نقاطا تصلح و تبناها أيا من كان ، فهو خير و بركة

و الثقافة تبدأ بالطفل على اعتبار أني كاتبة لقصص الأطفال و عاشقة لأدب الطفل و الكارتون و عالم الخيال الجميل الذي يقوم بتربية أطفال العالم و يرسخ فيهم ما يخطط له شركات الانتاج  العالمية وبعض الحكومات و استشهد بما يلي :

أول حادثة

كنت في زيارة لإيطاليا في السادسة و الستين من القرن الماضي و زرت بلدا صغيرة في شمال ايطاليا داخل جبال الألب (معزولة تقريبا و تعيش على السياحة الطبية لوجود عيون كبريتية) و هناك التقيت بطفل ايطالي جميل في الخامسة من عمره تقريبا و كنت شابة أحب ممارسة هوايتي في جذب أفكار الأطفال و قص القصص عليهم و اللعب معهم و توطدت علاقتي بالطفل الجميل و اسرته و سألني في بوم عن البلد التي أتيت منها و حين قلت له أنني مصرية ، لم يصدق و قال لي :
لا أنت لست من العرب ، أنت فتاة لطيفة ، لا العرب ( و هو ينطقها لارابو ) يحبون القتل و همجيون
انتفضت لسماع تلك الكلمة من طفل بريء و أردت أن أعرف من أين جاءت له تلك الفكرة و كنت أظن أحدا من أهله يهوديا أو شيء من هذا القبيل و فوجئت أنه يقول من الكارتون
يقول العرب هم أشخاص يحبون أن يأتوا للبلاد فيقتلوا الناس (و الله تلك الفكرة وضعتها شركات الانتاج من الستينيات) و كنت سببا في أن يرى وجها عربيا مختلفا عما وضعته أفلام الكارتون و هذا الجيل الآن الذي علمته شركات الانتاج الصهيونية من هم العرب هم من نتعامل معهم في الحياة السياسية و هم من اقتنعوا أن الإسلام هو دين العرب وهو دين الارهاب

ثاني حادثة

عاش أولادي بثقافة والت ديزني المثالية من أفلام مسلية إلى أفلام تعليمية و كنت أرى معهم كل فيلم تم إعداده للأطفال  من قبل والت ديزني و مؤسسته قبل الثمانينيات حيث تم شراءها بعد ذلك من شركات أعتقد أنها صهيونية لأنها بدأت تتبنى ثقافة القتل و الدمار و الحب و الشهوات حتى للأطفال.
رأيت قيما ترسخ و مبادئ توضع و سلوكيات إيجابية يتم زرعها في الأطفال فأرى جملا من مقولات الرسول (عليه الصلاة و السلام ) مثلما قال الأرنب الصغير في فيلم الغزال بمبي (قال لي أبي لو لم تقل خيرا فلا تقل شيئا على الإطلاق !!!!!! ، ألا يذكرك بشيء)
 كنت في سيارتي أقود بهدوء و أعطتني ابنتي قطعة كارميل فقمت بفتحها و ألقيت بورقة السلوفان من النافذة ووجدت ابنتي و ابني يصرخان وهما يغنيان معا اغنية من اغاني افلام والت ديزني تتحدث عن النظافة العامة للبلاد و هي اغنية (litter bug) و مغزاها أن الاغنية قامت بتسمية الشخص الذي يلقي بالأشياء في الشارع أنه حشرة القمامة و تستمر الاغنية بأن تقول له (shame on you) أي يجب أن يخجل من نفسه من يفعل ذلك و ظلا يرددان الأغنية وبالطبع تلك كانت آخر مرة ألقى بورقة في الشارع و بالأخص أمامهما حتى لا أكون حشرة قمامة أمام أولادي

ثالث حادثة :

أرادت الحكومة الأمريكية تغيير ثقافة الإفراط في الأكل و السمنة لدى أطفالها و طلبت من كتاب سيناريو الأطفال أن يقوموا بعمل سيناريوهات لأفلام كارتون لحبيب الاطفال المسمى سبونج بوب وطلبت ان سضاف فيها شخصيات من الخضروات و الفاكهة الصحية او ان تاكل تلك الشخصيات الطعام المفيد تحبب الأطفال في الأكل الصحي

الخلاصة

أرى أن نبنى خطط تثقيفية للأطفال عن طريق سيناريوهات لأفلام كارتون تعرض في أوقات حيوية مثل صباح الجمعة أو في رمضان بحيث تدفع الطفل على أن يحسن من سلوكه او يحاول الوصول لمعلومة كاملة وان تكون المذيعات او مقدمات البرامج تربويون يعلمون ما يساعد الطفل مما يضره و لكن بطريقة غير مباشرة و شيقة بحيث تكون من الوسائل الفعالة لتحسين الجيل القادم .

إن الكارتون المصري الآن  مثل كل ما هو مصري ، لا هدف له و لا محصلة و يعرض ليتسلى الأطفل و يتسامر الجميع و نخرج من الموضوع كما دخلنا ونرى عصابات و يقوم الطفل بإمساكها أو مساعدة الشرطة في ذلك و لا عندنا مثل تلك العصابات و لا عندنا ضابط الشرطة الذي سيستمع إلى الطفل و مجاراته

من الأهداف التي أقترح أن يعمل الكارتون (بطريقة غير مباشرة و مسلية) على وضعها لتغيير الثقافة:

1-     البعد عن الفردية و إظهار ان اهتمامك بالآخر و اثبات أن ذلك سيعود عليك في النهاية بالفائدة ويمكن ذلك أن يكون باسقاطات على أي نوع من الكائنات ، لا داعي للتوجيه المباشر الممل في ذلك
2-     النظافة الشخصية و العامة مثلما فعلها والت ديزني و لا حرج من أن نقلد ما هو جيد ، فقد كان لديه فيلم لبطوط و بعض الدببة في قمة الفكاهه و اللذة و انتهى بأنه كان يلم القمامة بطريقة كوميدية و موسيقى ايقاعية ملفتة
3-     الرغبة في العمل الشريف والانتاج و ألا يكون عالة على أحد ، بل يكون ملك نفسه
4-     التوصية على الجار و الجار الجنب
5-     الحياء و اثبات أنها صفة نبيلة
6-     التواصل و عدم التدخل في الشئون الشخصية للآخرين
7-     نشر السلام
8-     القوة عند اللزوم فقط
9-     دور المرأة كزميلة و اخت في الكفاح
10- الأثرة و البعد عن الأنانية
11- المشاركة في المجتمع بأن تصبح عضو فعال
12- الاهتمام بلغتك و الفخر ببلدك

هذه بعض النقاط و لكن علي الاعلاميين و أصحاب الكلمة والمجتمع المدني والنخبة أن يقوموا بمساعدة الحكومة و إعطاءها بعض الدروس الخصوصية - التي يأخذها بعض أصحاب القرار الآن - في مجال تحسين المستقبل و وضع الاستراتيجيات في مجال تحسين ثقافة الفرد
-
هذه كانت بعض العواصف الذهنية كما يطلق عليها الغرب وفي النهاية يمكن ان الخص ما اردت ان اقوله فيما يلي

الخلاصة
-         الاطفال يمكن ان يكونوا نواة لمستقبل شديد التألق بتغيير ثقافة الاتباع الاعمى للاكبر سنا
-         الكارتون يمكنه التأثير الجذري على الاطفال وهذا ما تفعله شركات الانتاج العالمية
-         المجتمع المدني مهم بالنسبة للبلد كلها لان الشعب هو الاصل وهو المستقبل
واجد ان هناك بعض النقاط التي يمكن ان تطبق
التوصيات
-         ان المجتمع المدني يجب ان يساعد الحكومة في وضع استراتيجياتها للمرحلة القادمة
-         يجب عمل اعمال كارتونية تساعد على ارساء ثقافة للاطفال
وهذا ما افعله في اي مناقشة مع اي من احبابي ان اصل بالمناقشة الى خلاصة ثم توصيات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ