كلنا هذا الخروف


من اجمل ايام السنة عندما تلتقي ببعض الاطفال المشردين الذين مر عليهم العيد ولم ير اي منهم اهله ، بل والاصعب انهم شعروا انهم غير مرغوبين من الاهل
تجلس وسط تلك الكوكبة من الاولاد ذوي الشعر الاشعث والوجه النجيل والنظرات المستجدية للحنان وتطلق ضحكة وتبتسم لهم فتجد السعادة تكاد تطير حولك من كل مكان
نظروا للخروف الذي اتى صاغرا ليذبح بينهم وكان رد فعلهم انهم استنكروا الذبح وحزنوا لرؤيته وهو يذبح ولسان حالهم يقول انه ليس افضل منهم حالا
سعدت على الرغم من رؤيتي لكل هؤلاء البؤساء وذلك لانني لم اتركهم الا وكل منهم يضحك ويطلب مني العودة
كم من فتى ذبحه اهله عندما رموه في الطرقات ليقوم الفتيان بادخاله في حفل الجنس الجماعي التي تقام مساءا في ازقه وخرابات غير مطروقه
كم من فتى ذبح حين تركه المجتمع مع امه تشحذ وينتهي مصيرها ان يعتدى عليها وتقتل امام طفلها ولا يجد من ينقذها وينقذ
كم من فتى ذبح حين عاش مع ام واب من علية القوم وحين يختلفان يتصارعان عليه وينتهي به المطاف ان يهرب في الشارع ويكون مآله المؤسسات الخيرية ولا يكلف اي منهما نفسه مشقة ان يستعيده مرة اخرى
اتمنى من الله ان يجد كل طفل في كل مؤسسة من المؤسسات العامة والملاجئ الخيرية الشخص الذي يكلف نفسه ساعة في الاسبوع ليذهب اليه ويتحدث معه ويعطيه بعض الامل من انه مرغوب فيه وانه على الرغم من كل العلامات المتروكه على وجهه من اهله او اصدقاء السوء او معلمينه من الاسطوات فانه مازال محبوبا وهناك من يحب ان يراه ويتعامل معه وجها لوجه دون ان ينهره او يخاف منه او يتجنبه
اعطاكم الله القدرة على هذا وتقبل منا صالح الاعمال


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ