علميني ان اصير فأرا

عاشت فـأرة صغيرة حياة مليئة بالاحباطات عندما رأت امها تؤكل امامها ويلعب بها في حارة صغيرة في مدينة صغيرة تعرضت لقصف وحشي ومات والدها جراء تلك الدانات الرهيبة التي نزلت على رأس المدينة
احبت الفأرة احد رفقاء الاحباط وتزوجا في عرس صغير تحت كومة من الانقاض وبعد ان حملت الفأرة وبدأت في اعداد مكان جميل يضمها هي واسرتها في حضن عمارة لم يتبقى منها على وجه الارض سوى بعض الحجارة ولكن اسفل تلك الحجارة كانت شقة كاملة مجهزة بكل انواع الكماليات
اعدت الفأرة مكانا جميلا لطفلها المرتقب داخل فرن مليء بفتات الخبز والطعام الذي خبز في هذا الفرن قبيل القصف الجوي
وانتظرت الفأرة عودة حبيبها الا ان غيابه طال وكانت على وشك الوضع فخرجت تبحث عنه
شعرت الفأرة بان حياتها كلها تنتهي امام اعينها وهي ترى زوجها بين براثن قط سمين فصرخت وسمعتها القطط الاخرى وجرت منهم لتصل الى جحرها وسمعت القطط صوت الطفل المولود وهو يخرج للحياة فانتظرت امام الفتحة وارادت ان تلتقط الطفل حين يحبوا امامها وهو لا يعلم في الحياة شيء فكم هو لذيذ طعم البراءة
ولكن الام من خوفها على رضيعها ارادت ان تحميه من القطط فوضعته داخل زجاجة واصبحت ترمي له الطعام وتدحرجت الزجاجة وخرجت الى الحياة خارج عشها الصغير
فزعت الام وجرت وراء الزجاجة لتعيدها الى منزلها ولكن كيف وقد اخذتها القطط معها لوكرها
تناقشت القطط على الطريقة التي يمكنهم بها تقسيم هذا الصغير واتفق الجميع على تسمينه الى موعد عيد القطط ثم اكله جماعة على مائدة فاخرة
استمرت القطط في تسمين الفأر ولم يشعر الفأر بالخوف من تلك الكائنات بل وجدها تطعمه بكرم شديد
ظلت الفأرة تبحث عن مكان وليدها الى ان عرفت الوكر المخبأ فيه واستعانت باصدقائها وعشيرتها لارجاع الولد الذي لم تهنأ به
جمعت الفئران نفسها وذهبت في خطة جميلة لارجاع الطفل وفي طريق العودة كسرت الزجاجة واصابت الطفل ببعض الجروح
بكى الفأر الصغير ونظر لامه ونهرها بشدة وظل يبكي ويطلب العودة للقطط التي لم تعطه الا الحنان
وجرى هربا من الفئران ليعود الى اهله الذين اطعموه واعطوه كل ما يريد ليراهم وهم مجتمعون يأكلون احد الفئران الذين اتوا لانقاذه
عاد الفأر الى امه وارتمى في حضنها وقال لها
علميني ان اصير فأرا فقد علمت حيل القطط

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ