مستر منفوخ

عاش رجلا غاضبا بكل معنى الكلمة
لا يمتنع عن رؤية الخطا بل يبحث عنه في كل مكان
اذا استيقظ مبكرا غضب لانه لم يكتف من النوم
ولو استيقظ متاخرا غضب لان البركة في الباكورة
وإذا وجد الافطار جاهزا غضب لانه كان يريد ان يساعد في اعداده
ولو لم يجده معدا غضب لانه لا قيمة له في هذا المنزل
اجتمعت الملائكة وقررت عقابه على سخطه الدائم وكان العقاب انه سينتفخ بمقدار نفخة في كل مرة يغضب
واستيقظ الرجل وبدأت دورة الغضب فرأى الحمام مضيئا فغضب لان لم يطفئ النور احد من اهل المنزل وغضب حين رأى ان الصابونة مهترئة وغضب لان فرشاة الاسنان لم يغيرها من مدة وغضب وفي كل مرة يغضب ينتفخ قليلا وهو لا يدري
لبس ملابسه وكانت ضيقة قليلا فغضب لانه ظن انه سمن من كثرة الاكل فزادت ضيقا
سار في الشارع فغضب من صوت ابواق السيارات
وقبل ان يعبر الشارع ، وجد انه اصبح له كرش كبير ولم يدر ما يحدث
نظر للسائقين وهدد وتوعد لان احد لم يقف له ليعبر الطريق
فبدأت ارجله تنتفخ وقبل ان يصل لعمله كانت ملابسه تكاد تتمزق
حين وصل لمكتبه لم يستطع الدخول من الباب فغضب وازداد انتفاخا
اصر اصدقاءه على عودته للمنزل واخرجوه من الباب عنوة فغضب غضبا شديدا
وانتفخ اكثر واكثر لان المارة في الطريق اصبحوا يدفعونه بعيدا عنهم
حتى طااااااااار
طار في الهواء وغضب اكثر لانه لم يعد يستطيع السير ونظر للأرض من أعلى فوجدها صغيرة والناس صغيرة وكلما صعد صغرت الاشخاص والمباني
ضحك الرجل من كل قلبه وقال لنفسه
كيف اغضب من تلك الكائنات
ضحك حتى اخرج كل الهواء من داخله واصبح يضحك كلما غضب
فعاش سعيدا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ