قصة يوم الخميس الفصل التاسع عشر
الفصل
التاسع عشر
جلست
ابنة نازلي الانسة باسمة في عملها في انجلترا وهي ممسكة بصورة الاسرة كلها في يدها
وهذا ما كانت تفعله يوميا ، روتين حياتها ، الورد اليومي لها ان تقرأ الفاتحة
لوالدها ولاخيها وسورة يس لو تمكنت من ذلك اذ لم يقاطعها اي من زملاء عملها
قاطعها
السكرتير الخاص وهو يبلغها بموعد الاجتماع التالي فتركت الصورة على المكتب وذهبت
وهي تكمل السورة التي حفظتها من كثرة التكرار على قدر ما استطاعت لان تعلمها في
انجلترا لم يسهل عليها قراءة القرآن بالشكل المناسب ولم يكن هينا عليها ان تتعلم
اجادة اللغة العربية في سنوات الجامعة في القاهرة
باسمة
ما زالت انسة على الرغم من دخولها عتبة الاربعينات لان مواصفات من تشاركه حياتها
ليست هينة فيجب ان تكون هي تاج حياته وقلب مستقبله والا يختارها على اساس ما تنتمي
اليه من اسرة او وطن ، بل يحب باسمة بجنونها وعقلها وقلبها المتقلب ووعيها الشديد
بكل ما يحب الله وقربها منه بطريقتها الخاصة وكيف هذا والشخص يتزوج المرأة وكأنها
سينفونية بكل ما فيها من معازف وطبول
الرجل
المثقف يتزوج اسرة وتاريخ وتربية وشكل وهي لن ترضى عن المثقف بديلا ومع ذلك تريده
ان يتنزعها من بين كل ما هي فيه ويحبها لكونها باسمة وكل من تقرب منها وحاول
الوصول لقلبها تأتي لنقطة وتلفظه لفظا عنيفا لمجرد انه تحدث عن والدتها بالخير او
لأنه اشار إلى انها من سلالة الفراعنة
امسكت
بالهاتف في طريقها للاجتماع ونظرت الى صورة والدتها على شاشة الهاتف واعتصرت
الصورة قلبها فهي لا تتخيل ان تلك المرأة الحديدة اصبحت في دار للمسنين وهي التي
رعت كل المسنين في العائلة ولم تتوانى عن ان تعطي من اعصابها وحياتها لهم وبالاخص
جدتها من ابيها والتي انهارت بعد الحادث وظهر عليها كل ما اخفته من الم السنين
واضطراب السنين وخرجت عن كونها انسانة واصبحت مثل الجرو الذي يسير وراء نازلي فلا
تشعر بالامان الا يجوارها ولا تأكل الا من يدها
ارسلت
لها قبلة في الهواء تكاد تصدر عطرا من كثرة ما فيها من عاطفة وقررت ان تتحدث معها
ولكن بعد الاجتماع وذلك لأن باسمة لا تقم
بأي قرار سريع ولا تتحرك الا باشارة من عقلها واكملت سيرها بثبات وثقة وان كانت
هناك نقطة من دموع تسللت الى جانب عينها واخفتها بحركة من يدها قبل ان يلاحظها احد
من الزملاء
تعليقات
إرسال تعليق