ارنب لله

اعطاني الله مبلغا من المال في وقت ما وقررت ان اقوم به بمشروع لله تعالى وهو تربية ارانب وتوزيعها على الاسر الفقيرة
اوكلت المهمة لسيدة كانت تعمل لدي كطاهية وكانت متفتحة الذهن ومثقفة نوعا ما واتفقت معي على ان تقوم بعمل هذا المشروع في منزلها 
اشترينا الارانب السلالة كما يطلق عليها للتربية ومهدنا الحجرة التي ستقوم بتربية الارانب فيها وقامت بكل الترتيبات التي تعلمتها من صاحب مزرعة ارانب اعطاها السر كله وكيفية اعطائهم العلاج والوقاية وغيرها 
مر شهر والتزمت السيدة بكل التعليمات 
في الشهر الذي يليه بدأت تتلاعب معي 
تتاخر في المجيئ
تدعي التعب والمرض 
وبدأت تتحدث عن ان المكان لا يسع المشروع ولماذا لا اقوم بشراء ارض واضع كل الارانب عليها لكي تعيش بطريقة افضل ويكون مشروع كبير 
شعرت انها طمعت في هذا المشروع وفي مرة غابت اكثر من عدة ايام فقلت لها
اذا كان هذا المشروع بيننا هو ما يجعلك تتعاملين معي بهذه الطريقة فتفرغي للمشروع وانا سابحث عن طاهية اخرى تلتزم بالمواعيد
فما كان منها الا ان طلبت مني ان اعفيها من المشروع وان آخذه عندي وهي تعلم تمام العلم انه لا مكان له عندي واني لن استطيع ان آخذه وانها بذلك تضعني امام الامر الواقع اما ان اتركه لها او ان اتركه لها 
طلبت عدة ايام للتفكير وحاولت ان اسلمه لآخرين ولكن للاسف رفض كل من حولي ممن يحتاجون المساعدة تحمل المسئولية 
فما كان مني الا ان طلبت من عائلتي في الريف ان ياخذوا ادوات المشروع من بطاريات التربية وخلافه ويستعملونه هناك مع اي اسرة فقيرة وبدلا من ان يكون مشروع للايتام يكون صدقة جارية 
ذهبت الى منزلها اليوم التالي واحضرت معي سائق سيارة نصف نقل لنقل المشروع الى المنوفية مسقط راس والدي 
وصلنا للمنزل وكانت في دهشة لوصولي فهو عكس ما تخيلته 
وجدت عشرات الارانب في الحجرة 
بدأت في المماطلة والحديث عن صعوبة اعداد المكونات المختلفة وفكها لاخذها وفوجئت بسائق السيارة يتوحش ويصرخ باعلى صوته 
خلصوني انا ورايا شغل 
انتفضت السيدة وزوجها وابنها وحل الجميع كل الاجزاء وقسمت الارانب  نصفين احدهما تركته لها والباقي اخذته وانتهى بالنسبة لي هذا المشروع الخيري الذي كان مقصده خير ولم يتم 
ظللت سنوات اتحدث مع نفسي 
لماذا فشل وهو لله 
لماذا فشل الم يكن الله قادرا على ان يحميه 
خرجت من تلك التجربة بان - المشروع لا ينجح بالنوايا الحسنة ولكن بالدراسة الجيدة لكل الجوانب وليس لان نيتي كانت لله فيجب ان يستمر لان من تولت المشروع معي كانت تريد استغلاله لنفسها
وجدت ايضا بعد اكثر من عشرة سنوات في بلدتي التي ارسلت لها اجزاءه انه استخدم ففي عدة منازل واستفاد به الكثيرون دون علمي لانني تبرعت به للبلدة لمن يريده
وبالتالي  فان الله اعطاني ثواب المحاولة وقد اكون قد اخذت اجر المشروع وانا لا ادري
ما اريد ان اصل اليه هو اننا علينا التمسك بقوانين الدنيا في حياتنا ولكن نيتنا تكون خالصة لله ولا يعنينا من النتائج الا ان نتعظ منها ونعلم اي الطرق نسلك ونتحرى الدقة في اختياراتنا وحساباتنا وعلى الله التوكل وهو خير معين 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ