انا والشرطي وهواك

كان لدي جاذبية خاصة لدى رجل الشرطة
وانا صغيرة كان يجذبه اسمي الغريب ويبدأ في مداعبتي بمعنى الاسم وسببه وكنت اتدلل وانا ارد
وفي مراهقتي لم تعد تلك المجاملات تشجيني بل كنت اعتبرها قلة ادب
وامتنع رجال الشرطة عن التقرب مني تماما الى ان جاء اليوم
كنت اوصل زوجي للمطار ومعي اخته ووقفنا في انتظار سماع صوت ازيز الطائرة ووجدت دورية صغيرة بها عشرة عساكر شرطة يرتدون ملابس كاكي متواضعة ومعهم صول يقودهم في موكب مهيب بلا انتظام
كانوا من شرطة المراسلة اي الشرطي الذي يأخذ الظرف من هذا الضابط ليعطيه لهذا الضابط ويقف على الباب ليعطي تعظيم السلام
كان يرتدي حذاء ابيض متهالك ويسير مترنحا من الاعياء ولكنه لم يتمالك نفسه حين رآني فقام وهو داخل الطابور المهيب بارسال قبلات في الهواء وهو يزم شفتيه ويدور مع الطابور ولكنه ايضا يلف وجهه ليظل متجها لي وهو يرسل القبلات
لم اضحك في حياتي مثلما ضحكت يومها وارسلت لزوجي اخبره ان الشرطة المصرية يقف بجواري في اللحظات الحالكة وترسل لي مواساتها لي في وحدتي
ايضا عملت في معهد داخل ميناء الاسكندرية وكنت امر بجوار مخزن من مخازن الشرطة والله اعلم هل هو مخزن المخدرات ام الاسلحة ولكنه كان مؤمنا باثنين من وحوش الداخلية وكل يوم امر امامهما بالسيارة ويقوم احدهما بزم شفتيه حين اقترب واسمع صوت القبلة مع حركة السيارة من اليمين الي اليسار ورأسه تسير مع السيارة وكنت اعتبرها تصبيرة الصباح في يوم العمل الجاد
لا ادرى هل فعلا يرسل هذا الشرطي قبلة لسيدة لا يعرفها ام انه يرسل ببعض السخرية للحياة الجافة التي يعيشها وياخذ فيها الفتات
ايا كان السبب فمثل تلك المجاملات لا انساها بالمرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ