تصفح الهاتف بعناية

امسك هاتفه وتصفحه بعناية ومر على الفيسبوك فوجد فتاة كان معجبا بها في الماضي ترسل عن رحلتها في شرم ووجد صديقه العزيز ينعي خاله وقرأ ما كتبته زوجة جاره بانها تشعر بالوحدة وسمع بجواره صوتا فنظر واخذت منه لحظات ليدرك ان سيارة الاجرة الخاصة اوبر قد وصلت الى مبتغاه وهو عيادة الطبيب الخاص بوالدته فنظر الى والدته وجدها تتالم فأخذ بيدها وهبط من السيارة ليصل الى باب العيادة ثم دلف ليجد عشرات الافراد تقف في انتظار ان تدخل الام 
وقف بجوار الممرضة متسائلا 
انا اخذت موعد سيحين بعد عشرة دقائق
قالت له الممرضة
الموعد ليس محددا بل حسب اسبقية الوصول فعليك الانتظار الى ان يحين موعد والدتك
طلب منها ان يعلم اعداد من يسبقونه فاخبرته باقل اهتمام انه رقم خمسة واربعين في الكشف
اسقط في يده وظل ينظر اليها وهو يحاول اعداد ما سيخبر به والدته لكي يحثها على الانتظار
نظرت الام اليه وهي متألمه وسألته عن موعد دخولها
اخبرها ان هناك العديد من المرضى قبلها فعليها الانتظار
نظرت حولها لعلها تجد كرسي تجلس عليه فلم تجد
نظر حوله ليجد كل المقاعد ممتلئة بعدد ليس قليل من الشباب
كان يريد ان يجد لوالدته مكانا مناسبا يمكنها الانتظار فيه فلم يجد
نظر فوجد شابا يتصفح هاتفه
ووجد شابا اخر يتصفح هاتفه
ووجد فتاة تتصفح هاتفها
ووجد رجلا يتصفح هاتفه
ووجد امرأة تتحدث في هاتفها
ثم نظر الى امه المريضة وهي تبحث عن حائط تستند عليه الى ان يحين وقت دخولها
لم يعلم ماذا عليه ان يفعل لينبه هؤلاء الشباب
التقط صورة للعيادة وبهااااااااااااااااااا ضى واقفون والشباب جالس لا يأبه لهم
وضع الصورة وعليها تعليق في كل صفحات الانترنت وصفحات التواصل التي يعرفها في بلدته
انتشرت الصورة والتعليق وضحك منها العديد وتأسف العديد وغضب العديد وزادت الردود
انتظر قليلا فوجد احد الشباب ينظر حوله وهو متعجبا ونظر ناحيته كانه يتساءل عمن التقط الصورة فقد وصلته على صفحته من صديق عرفه
ابتسم الاثنان ثم نهض الشاب واخبر اقرب مريض بجواره انه عليه ان يجلس مكانه
بعدها بدقيقة حدث نفس رد الفعل من شاب آخر وجلست والدته وغيرها من المرضى ونهض الشباب
امسك مرة اخرى بهاتفه ييتصفحه ووجد صورة للعيادة والمرضى جالسون والشباب كلهم بهواتفهم فارسل ابتسامة واكمل التصفح