اديني ما تريحنيش

عاش ولد في بيئة فقيرة وكان يريد ان يصبح شيئا مذكورا
عاش يجوب حقل ابيه يمينا ويسارا بحثا عن شيء مفقود ذو قيمة لعله يحصل على ما يحلم به الكثيرون
لعله يرى مصباح علاء الدين
او خاتم سليمان
او حتى قطعة من الذهب او كنز مدفون
كان يعلم ان هذا الحقل تم حرثه آلاف المرات ولكنه لم يمنع نفسه من الحلم
سقط في ليلة من ليالي الصيف شهابا بارقا واخلف خلفه حفرة
استيقظ الولد صباحا وهو مختنق من اليأس في ان يصبح شيئا فسار الى حقل ابيه لعله يحلم بعيدا عن فراشه
نظر الى الارض فوجد فيها تلك الحفرة
تعجب ولكنه فرح
حفرة دون ان يحفرها احد اذا الاحلام يمكن ان تتحقق
قفز الى داخل الحفرة ليجد صخرة صغيره امسكها في يده
وخرج بها وجلس تحت شجرة التوت ليتحدث اليها
امسك الصخرة وقال لها
اتيت لا اعلم من اين وستذهبين مثلما ذهبت امثالك تحت التراب
فلتقومي بعمل جيد وساعديني في ان احصل على حلم واحد
كاد ان يتوقف قلبه من الخوف لان الصخرة اضاءت لونا ازرقا مخضرا وقفزت من يده ليتغير شكلها وتدور وتكبر لتصبح اقرب لحجمه وشاع اللون الازرق في المنطقه من حوله وسمع خوارا ثم صفيرا ثم وجد شخصا امامه صورة طبق الاصل منه
ما هذا
من انت
قال له هذا الشخص
انا حلمك تعال معي واطلب حلما واحدا كما طلبت
تعجب الولد لانه لم يخبر احد بهذا الطلب
قال انا احلم ان اصبح غنيا معي المال
ردت عليه الصخرة في شكلها الجديد
ولكن يجب ان آخذ مقابل لهذا الحلم
اجاب الولد واصبح غنيا معي المال
ردت الصخرة نعم ماذا تعطيني في المقابل
والدك ام والدتك ام صحتك ام هيئتك
قال الولد
لا انا احب والدي ووالدتي واريد صحتي فلا اريد ان انفق المال على العلاج
اذا هي هيئتك قالت الصخرة
هي هيئتي اجاب الولد
وووووف
اصبح الولد في هيئة القرد ولكنه يرتدي ثيابا فخمة ووجد سيارة بها سائق امامه ويشير السائق اليه بالتقدم
ذهب الى السيارة وجلس في المقعد الخلفي الوثير وطلب من السائق ان يقود السيارة الى افخم فندق
دخل الفندق واخرج المال من حقيبة في السيارة مليئة بالمال وطلب جناحا
نظر له عامل الاستقبال باستهجان وتعال ولكنه حجز له افخم جناح
لم يهتم الولد بالاستهجان فالمال معه يدخله افخم الفنادق ونظرة هذا الشاب لا تعنيه شيئا
دخل الحجرة ونظر للمدينة فوجدها صغيرة من اعلى
خرج ليرفه عن نفسه وذهب الى افخم مطعم وطلب افخر الوجبات ولم يعنه ان ينظر اليه الناس بنظره استعلاء على هيئته العجيبة ومظهره الممسوخ
اكل وشرب وارتاد الاماكن التي لم يكن يحلم بدخولها
تحدث الى السائق وطلب منه ان يذهب الى ابواه ويحضرهما معه
جاء السائق وحده ليخبره ان والده لن يأتي
اغتاظ الولد فهو يريدهما معه
ركب السيارة وذهب الى الاب
ذهل الاب من شكل الابن وقال له
من انت
قال الولد
ألا تعرف ابنك
قال الاب
ما مسخك هكذا
قال الابن
المال وانا احبك ان تشاركني فيه وتعيش معي عيشة رغده
اجاب الاب
انا اعيش عيشة جميلة ولا ينقصني سواك فانا اريدك معي اشعر بانفاسك في منزلي الجميل الذي بنيته وتمنيت ان اراك فيه رجلا تشد من ازري
ضحك الولد وقال له
ها أنا اشد من ازرك فمعي المال واريدك ان تشاركني فيه
نظر الاب الى الولد وهو يضحك مثل القرد ويقفز مثل القرد
تحسر الاب على ابنه الذي باع نفسه للمال
قال الاب
من قال لك اني اريد ان اشاركك هذا المال
انعم به واتركني اكسب مالي بعرقي واسعد به وهو حلال طيبا ويحترمني الجميع لاجل ذلك
ترك الابن ابيه
وتتردد كلمات الاب في اذنه
ويحترمني الجميع لاجل ذلك
دخل الفندق ليجد عامل البوابة واقفا ولم يفتح له الباب
اخرج الولد حزمة من المال واعطاها للعامل ففتح الباب ولم يبتسم بل نظر له شذرا
واكتشف الولد ان من حوله يحتقرونه وفي نفس الوقت يخدمونه
عاد الى نقطة البداية وذهب الى الحقل ليجد ان والده ردم الحفرة ووجد مكانها زهورا جميلة بالوان مبهرة
امسك زهرة في يده ليجدها تتحول للون الازرق
ويخرج منها شعاعا يملأ المكان
القى الزهرة في الارض ليجدها تكبر وتصبح شخصا مثله قبل المسخ
ماذا تريد
قالت الزهرة
انت طلبت وتحولت واخذت
ما الذي اتى بك الى هنا
حلم ناقص
حلم سيء
حلمت بالمال ولكنه مختلف
في الحلم كان الناس يحبونني وفي الحقيقة يحتقرونني
اجابت الوردة
زمن المعجزات انتهى
حقق حلمك بنفسك وستجد من حولك يحترمونك لنفسك وليس لمالك
خذي حلمي واعيدي لي واقعي
قالت الزهرة
هيهات
مفتاح العودة ليس معي
بكى الولد بحرقة وكانت كل دمعة تسقط على الارض تروي الزهور فتكبر
انحنت احدى الزهور عليه وقالت له
دموع الندم ستعيدك فلا تخاف
كبرت الزهور وتساقطت عليه اوراقها وكلما لمسته ورقه اختلف شكله بالتدريج الى ان عاد كما كان
جاء السائق ليخبره بانه على استعداد للعوده الى الفندق
رفض الشاب الذهاب معه وقال له
حلمي وانا ساحققه
اذهب من حيث اتيت
وجد السيارة والسائق يتلاشيان وكانهما دخان
نظر الى حقل ابيه فقال للارض
هيا نحلم معا