التدابير المتهورة الاستثنائية

 Desperate time needs desperate measures

ده مثل انجليزي بيقول
الاوقات الصعبة تجعلك تلجأ الى تدابير متهورة
و دعنا نحلل الوقت الحالي
يتفنن العديد من الابواق اظهار كل ما هو سلبي في مقابل ان يتفنن العديد من الابواق ان تظهر كل ما ايجابي و الوضع الحالي ليس سلبيا بالكامل و لا ايجابيا بالكامل
انا اتفق مع العديد في ان التدابير التي تتم في ارض الواقع لا تضع الطبقة المتوسطة في ميزان قراراتها ولكن هناك ما يفعل على ارض الواقع للطبقة الفقيرة و عمليات جراحية تتم على ارض الواقع في العديد من القرى و الاماكن المهمشة
دعنا نتحدث عن الطبقة المتوسطة وهي الطبقة المثقفة التي تعمل جاهدة لتظل تحيا حياة كريمة
في ايام الملك التي يتغنى العديد من الافراد باهيمتها وانها كانت تتميز بالخير الكثير و تلك الايام كانت تميز طبقات معينة من الاجانب و المصريين الذين ينتمون الى طبقات عليا و كان المجتمع يسمى مجتمع النصف في المائة اي ان نصف في المائة من المجتمع يعيش و الباقي يقوم بخدمته و اذا لم تكن من النصف في المائة فعليك ان تمتنع في التغزل باوقات الملك لانك كنت ستعاني في ان تعيش بكرامتك في معظم اراضي مصر فايام الملكية حسب ما سمعت من اهلي في الاسكندرية كان يمنع دخول المحلات من يرتدي جلباب و كان التفرنج سمة يحاول الجميع ان يتمسح في اعتاب الاجانب لان كانت لهم الاولوية في الكثير والعديد من الاماكن و الاعمال
و بعد الثورة التي قام بها ظباط ينتمون الى طبقات تعاني و التي لم تكن دموية بكل حال من الاحوال لوطنية الملك وحبه لبلده فلم يتمسك بالملكية و اعطاها طواعية لجيشه
ولكن هناك حكمة في عامل الوقت وان اعطاء عصا الحكم للشباب برعونته تتسبب في تخبط وعنجهية و انغماس في حب السلطة و هذا العامل المهم لم يكن لصالح الظباط حين اعترضوا على حكمة محمد نجيب و اعراضه عن الاحكام التي لا تستند على الهدوء و العقل و كان هذا من اسباب الدخول في قرارات ادخلت مصر في حرب غير مقيولة و لكني في ايام عبد الناصر كنت اشعر اني لست اقل من القوى العظمى و ان لي ارادة حرة و اني لست بتابع للاستعمار و الامبريالية و كانت كلمات رنانة تعطي كل شاب القوة لان ينتمي لهذه البلد و لكن عدم النضج السياسي ادخلنا في العديد من النواحي و اسوأها حرب 67 التي ساقتنا الى معاناة في كل الاتجاهات
كان هناك شعور جارف بالوطنية و حب الوطن و كنت ارى من اهلي من ينضم الى الجيش ليحرر البلد و كنا لا نفكر في رفاهيات ايا ما كانت لمجرد ان البلاد في حالة من الاستنفار
لم نكن نعترض على اسعار و لا عدم وجود سلع كانت تلك الاوقات شديدة الوطأة علينا جميعا ولكن كنا نستطيع ان نعمل من الفسيخ شربات و اشتهرت محال الفول مثل محمد احمد و نقشبدني و غيرها لان الخروج و الفسحة لم تكن ترتبط بالمال الوفير و انما كانت في الصحبة الممتعة
كانت المعاناة جزء من المعادلة و كان العدو واضح جدا و كنا نعلم اننا مستهدفون منه و كانت اكثر الطبقات معاناة هي الطبقة المتوسطة و استمرت الحياة و استطعنا استرجاع كل شبر من ارضنا ببسالة وافكار و قدرة الجيش المصري على عبور ما اسماه الصهاينة اعتى حاجز في التاريخ الحربي و انكسرت الاسطورة الاسرائيلية امامنا جميعا وعلم العديد من الذين حضروا تلك المعركة مدى جبن العسكري الاسرائيلي و قررت اسرائيل ان حرب 73 هي اخر مواجهة مع المصريين و بالتالي لجأت الى حروب اخرى لا يدركها العديد من الشعب لانه اعتبر ان نظرية المؤامرة نظرية ساذجة يتغنى بها قليلوا الحيلة و المطبلاتية
و لكن
يجب ان نعلم ان الصهاينة يؤمنون ان جنتهم لن تظهر الا بوصولهم الى ارض الميعاد و هي الارض بين النيل و الفرات الخطين الذين وضعوا في العلم الاسرائيلي و هو خط النيل و خط الفرات و نجمة داوود بينهما وهذا يعني ان انكسار مصر و تسليمها لليهود هي هدفهم الذي سيصلهم الى جنة الخلد
والجنة عندهم ان يحكموا العالم و نكون كلنا عبيدا لهم
العالم الان كله على حديد ساخن
تحاول السياسة الامريكية او الشيطان الاعظم ان تعيد خريطة العالم بحيث تكون امبراطورية امريكية تحكم العالم فهي تشعر ان لديها ما يجعلها سيدة هذا العالم و لان لديها ثعالب صهيونية في اروقة السياسة مما يجعلها تنحاز بشدة لكل ما هو ليس عربيا و تتعامل مع الملف العربي الصهيوني بكثير من الانحياز لاسرائيل فلا نستبعد وجود المؤامرة التي تساعد اسرائيل على ان تستولى على سيناء ثم تدخل الى الدلتا
المهم
احنا في اوقات يائسة فيجب علينا ان يكون لدينا تدابير يائسة
الاوقات اليائسة حاليا بالنسبة للطبقة المتوسطة التي لا تستطيع ان تحافظ على نمط عيشها بما تكسبه من مال
و ليس لديهم وسيله تجعلهم يزيدون من دخلهم للحفاظ على حياتهم التي اعتادوا عليها
و في البوست التالي ساحاول وضع تدابير معينة تقلل من شعورنا بالاسى على انفسنا و الشعور بالتهديد المستمر للنزول من الطبقة المتوسطة و اتمنى ان تمر تلك الايام بمرها و بحلوها و تنفرج الحياة عن اوقات مناسبة للجميع لكي تهدأ النفوس و اصر على ان ما تفعله ابواق الاخوان من حث الناس على الخروج و الاعتراض هو محاولات ساذجة للتضحية بشباب مغرر يشعر انه يمكنه ان يعيد ايام ثورة يناير و يجلس المحرضون وراء الميكروفونات وفي تركيا و غيرها في انتظار حصد مكاسب مواجهات هؤلاء الشباب مع الحكومة فهم يقومون بالتضحية بهم في سبيل مكاسبهم الخاصة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ