الأرنب والدب دودو

عاش الأرنب في الغابة يجري و لم يحاول أن يصادق أحد من الحيوانات .

كانت أم الأرنب تخاف على الأرنب وكانت تنصحه دائما قائله :
" يجب أن يكون لك أصدقاء من الأرانب لتلعب معهم ووقت الحاجة يمكنهم أن يساعدوك ".
فكان رده دائما يردد :
" أنا سعيد ولا أريد أصدقاء و أنت عندي أحسن صديق ".
تضحك الأم وتقول :
" ولكنني أكبر منك ولن أظل معك على طول ".
لم يقتنع الأرنب بكلام أمه وذهب إلى الغابة يلعب ويجري .
في يوم من الأيام سمع الأرنب صوت بكاء من داخل الغابة فذهب إلى مكان الصوت فوجد دب صغير له نظرات بريئة و كان يبكي فسأله الأرنب :
" من أنت ولماذا تبكي ؟ ".
رد الدب :
" أنا دودو ولا أعرف أين ذهبت ماما الدبة ".
قال له الأرنب :
" لا تبكي تعال نلعب سويا ونبحث عنها فأنا أعرف أين بيت الدبة وقد تكون هي ماما الدبة ".
قال دودو :
" لا إن إسمها ليس ماما الدبة ولا تستطع أن تقول لها كذلك ولكني أنا فقط أقول ماما الدبة ".
ضحك الأرنب وأخذ دودو وجرى وطلب من دودو أن يجري خلفه .
جرى دودو ببطء فضحك الأرنب وانتظره وظل يلعب معه حتى وصل إلى الكهف الذي تعيش فيه ماما الدبة .
عاد الأرنب إلى أمه وقال لها :
" وجدت صديق .. أنه الدب دودو ".
خافت الأم وقالت :
" إن الدب حيوان مفترس فلا تصادقه ".
قال لها الأرنب :
" إنه صغير وليس مفترسا ".
قالت له الأم :
" لن يظل صغيرا فإنه سيكبر في يوم ".
لم يرد الأرنب وظل يلاعب دودو حتى جاء الشتاء فتركه دودو وقال :
" أنا ذاهب للبيات الشتوي وأراك الصيف القادم !".
تعجب الأرنب وقال :
"ما هو البيات الشتوي ".
قال الدب :
"النوم في الشتاء ".
سأل الأرنب :
" هل تنام طول الشتاء ؟".
رد الدب :
" نعم كل الدببة تنام في الشتاء وحيوانات كثيرة ".
حزن الأرنب وأعطى الدب هدية ليعلقها في رقبته وترك دودو لينام و ذهب ليجري في الغابة وعاد في المساء ليقول لأمه :
" لقد ذهب دودو لينام طوال فترة الشتاء وأنا ليس لي صديق الآن ".
قالت له والدته :
" ابحث لك عن صديق من جنسك لأن لكم نفس الظروف وستسعد به ".
نام الأرنب وهو يفكر في كلام أمه وقرر أنه سيبحث عن صديق من الأرانب.
في الصباح وجد الأرنب بعض من جيرانه يلعبون في الغابة فيتسابق البعض وينظر البعض .
وقف بجوارهم حتى طلب منه أحد الأرانب أن يشاركهم ، فرح الأرنب بهذا العرض وبدأ في التسابق وكان سريعا فسبقهم وظل سعيدا جدا مع الأصدقاء الجدد .
أصبح يومه مشغولا بأصدقائه وكانت أمه سعيدة بهذه الصداقة .
أنتهي الشتاء بجوه البارد وبدأت الحيوانات تستيقظ من سباتها وأستيقظ دودو ولكنه كان مختلفا عن الصيف الماضي!. لقد أصبح كبيرا وضخما . كانت نظرته شرسة جدا . لقد نضج الدب وأصبح مثل بقية جنسه.
ذهب الأرنب يبحث دودو فوجد دب كبير شرس يرتدي هديته فلم يصدق نفسه .
خاف الأرنب من دودو ولم يستطع أن يتكلم معه فعاد إلى أصدقائه ولعب معهم وعند عودته إلى أمه قال لها :
" صدقت يا أمي ".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ