معطياتك قليلة فلا تفتي

ثورة يناير كان الشعب كله معاها لانه تعرض للاهانة والتهميش والاستغلال والنهب لاكثر من ثلاثين عاما لم يقم خلالها حسني مبارك بعمل واحد لصالح الوطن ولكنه اعتبر انه مهمته ان يبقي الوطن في حالة من الكوما او الغيبوبة لاطول فترة ممكنة ونظرا لاننا كنا يادوبك طالعين من حروب وانهزامات وانكسارات وبعد النصر اصبح الشعب على استعداد لان ينتظر لاستعادة قوته وكنا متفقين على ان فاتورة الحرب يجب سدادها وبالتالي لم نكن نطالب بخدمات سريعة للوطن لاننا كنا نعلم انه يتعافى ولكن طال الامد واصبح الوطن مستباح لكل من اراد الاستغلال
بالتالي شعر الشباب الذين لم يعاصروا اي من الحروب ان هناك شيء ما يحدث وانهم لا يوافقون على الاوضاع الموجودة خاصة بعد استفزازهم بخالد سعيد وغيره من التجاوزات الامنية لشباب مثلهم لأسباب كلها واهية بدون سبب لا سياسي ولا امني ولكن فقط ديكتاتورية واضحة .
عندها اصبح من الممكن خروجهم جميعا لاشهار حالة الغضب العارم الذي تراكم لديهم سنوات وشعروا وقتها ان الجيل السابق (اللي هو احنا ) السبب في تلك الحالة وقام الجيل السابق بالخروج معهم في تلك الثورة لشعورهم بنفس الظلم والديكتاتورية
يلعب الان اطراف تريد ان تستفيد من الوطن وتستغله بأن تعيد سيرة الثورة مرة اخرى وهي لا تعلم اننا ما زلنا لم ننتهي منها
ما يحدث الان في التغييرات التي اراها من تبعات الثورة
حالات الفساد التي يتم اكتشافها كل يوم من تبعات الثورة
التغيير في تسليح الجيش من تبعات الثورة
انشاء قاعدة محمد نجيب من تبعات الثورة
تغيير سياسة الدولة من الاتكالية الى المشاركة دي من تبعات الثورة
الشباب اللي بقى بيتكلم عن سياسة بلده دي من تبعات الثورة
عقيدة الشرطة اللي بتقول وان كانت لا تنفذ ان الامن في الوطن من تبعات الثورة
استخدام الجيش في مشروعات وطنية انتاجية زي مزارع الاسماك وغيرها من تبعات الثورة
اكيد بعد الثورات بيكون في هيجان امني من الجهات الامنية لاعادة البلد الى السكون الذي يسهل مهمة ادارتها وده في بلدان كثيرة
يحتاج الوضع للوقت والمتابعة الى ان تتغير عقيدة الشرطة الى امن المواطن وليس امن الوطن
ان امن الوطن كان ومازال يتم بالملاحقة السياسية للراغبين في المشاكسة لاغراض شخصية او سياسية لفئة معينة لها رؤية مختلفة لا تضع امان الوطن كجزء من خطتها
التجاوز الامني محتم لان هناك ايضا وجود تدمير ممنهج في منطقة سيناء الحدودية وانتشار اسلحة مدمرة من المناطق الحدودية الاخرى من ليبيا وغيرها من اسباب وجود بعض الغضب المتبادل ما بين الامن والفئات التي اعتبرت ان الثورة ملكها وان في امكانها ان تشعلها حينما تشاء بالشكل التي تشاؤه وتلك الفئات للاسف لا تضع مصر نصب عيونها ولكن تضع الانتقام من الشرطة التي كانت ومازالت تسيطر عليها في تنفيذ خطتها واعتبرت ان قتل المصريين يعتبر نيران صديقة لا يلام عليها من فجر ووضع قنابل وقتل شباب لانه ما زال لم يسترد ما اعتبره من حقه وهو ارض الوطن وبدأ يشعر ايضا ان الشعب المصري اصبح في الجانب الاخر من المعادلة وبالتالي لا يحزن لفقد شبابه في صفوف الشرطة او الجيش واستدعى قوي اجنبية لتحارب معه في صفه ضد المصريين لانهم لا يتبعون خطته ولا جدوله وتلك القوى الاجنبية قد تكون مسلمة ولكن لها رؤيتها المختلفة للدين ولها قضيتها التي قد لا تضع مصر وحدودها من اولوياتها
في النهاية
مصر لن تجتمع على ثورة مثل ثورة يناير خلال العقود القادمة ولن يجتمع الشعب على شيء في الوقت الحالي مهما كانت المحاولات
اتركونا فنحن لا نتبع اجندتكم ولا نتبع خطتكم لان خطتنا الحالية هو محاولة بناء الوطن كل بما يملك
اذا كان هناك تجاوزات امنية فهي ستستمر وعلينا ان نبعد عن الملفات التي تزيد الطين بلة
اذا كان هناك بعض المشروعات التي نرى انها ليست اقتصادية في الوقت الحالي وانها ليست من اولوياتنا فعلينا ان نعلم ان المعطيات التي لديك وانت في حجرة الجلوس امام جهاز الكمبيوتر او المعطيات التي لديك وانت في الشارع مختلفة تماما عمن لديه زمام الامور لان هناك العديد من المعطيات التي تحتم عليه بعض القرارات والتي قد لا توافق عليها وقد تشعر انها سفيهة ولكن انت لست من يقرر
علينا ان نحسن اختيار مجلس النواب علينا ان نعلم ان الديمقراطية سيف ولكن علينا ان نتعلمها والا نيأس من ان نكون في الساحة السياسية وقت احتياجنا فلا تترك نائب دائرتك يتلاعب بك وبالمنطقة للحصول على صلاحيات لنفسه واسرته
اذا كنت تحب الوطن ولا تركز فقط على نفسك فعليك اختيار نائب دائرتك بالشكل الذي يعلم ان عليه مهمة خلال مدة وجوده لصالح الوطن والمنطقة
واذا كنت ممن لا ينتخبون في مجلس النواب فعليك الصمت قليلا فانت فقط فم يتحدث بمعطيات ضعيفة يحسب انه يعلم كل شيء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ