الشجاعة ان تعترف بخطأك

كنت في مدرسة كلها متفوقاتْ وكانت معايا بنت شاطرة جداً لكن دمها خفيف مكنتش بكرهها وكان عندنا مدرس العربي صغير السن لم يستطع ان يكسب احترامنا وكنت استعد لاختبار اللغة العربية الشهري بان اذهب الى صديقتي من فصل آخر لكي احل معها الاختبار الذي يعاد مرة اخرى في فصلنا وكأنني لا اعتبر ان هذا غشا صريحا انما كنت اعتبره بديهيات يجب ان يعلمها المدرس وكانت تلك هي المرة الوحيدة التي تمكني من ان احصل على درجة اعلى من منافسي الوحيدة واعترف انها المرة الاولى لي في ان اقوم بعمل غير أخلاقي ويندرج تحت بند الغش الصريح
حدث ذلك عدة أسابيع وفي مرة لم يعطني المدرس النمرة النهائية وكنت اعتبرها امر مفروغ منه لأني حللت الاختبار مع صديقتي اليوم السابق ولكن ....
أراد الله ان يرد لي خطئي باختبار اشد لان النتيجة جاءت بأنني لم احصل على الدرجة النهائية واعترضت بشدة ونظرت الى الورقة فوجدت الاستاذ لم يصحح لي بطريقة عادلة ولم يحسب لي درجات فوقفت أمامه بشدة وقلت له بغلظة انني حللت كل الاختبار وكله صحيح فلم لم أخذ الدرجة النهائية
رد المدرس بأدب لا يخلو من الحنق الشديد وقال لي
ما اخذتش بالي

رددت بكل الجبروت والى يومنا هذا لا اعلم كيف أتتني الجرأة ولا لماذا تصرفت هكذا ولكنني وقفت وقلت له
المرة الجاية تبقى تفتح عينيك
وانتفض المدرس وهاج وماج وخرج غضبان من الفصل
ضحكت الفتيات كثيرا وقلن لي كم هو مهزأ ولكنني لم اكن راضية عن نفسي بالمرة
اين ذهب أدبي وأين راحت تربيعي وكيف اصل لهذا الحد من المعونة ولكنني علمت بيني وبين نفسي ان هذا حدث لأنني لم أخاف الله وآراعيه وانا ذاهبة الى صديقتي اعلم منها الاختبار مسبقا
لم اعلم ماذا افعل ولم استطع الاعتذار له لأنني بالفعل لم اكن احترمه لانه كان يميل وينحاز لإحدى الفتيات الجميلات في الفصل
مر يوم وجاء للفصل احد المدرسين القدامى ومعه عصا غليظة ودخل الفصل ووقف في وسط الفصل وصاح بصوت عنيف عال يقصد به إخافتها
نظر إلينا جميعا وقال
هناك فتاة قامت بتصرف مناف للأدب وانا أريدها ان تفصح عن نفسها وان رفضت فالعقاب على الجميع
عندها قلت لنفسي تلك اللحظات هي الفاصلة في حياة الانسان،فأما اصمت واترك الموضوع للفتيات الا يشين بي او أتحدث وتنال العقاب الذي استحقه وان كانت ستكون من المرات النادرة التي أعاقب فيها في المدرسة
لم أتردد ولكن وقفت وقلت للمدرس
أنا الفتاة التي تريدها وانا بالفعل تصرفت بطريقة غير لائقة مع مدرسي ولذلك لانه لم يعطني الدرجة النهائية
لم استطع ان اقول انه ظلمني لأنني ظلمت نفسي فقد كنت من الأوائل وكنت استطيع ببعض المجهود ان استحق تلك الدرجات ولكن أراد الله ان يرد لي غشي بان اقف في هذا الموقف المحرج
نظر لي المدرس واسقط في يده
وأكملت
وانا اعتذر عن تصرفي الغير مهذب
لم يعاتبني المدرس وقال لي
انت شجاعة ولن أعاقبك لأنك اعترفت بخطئه ولا تكرريه
كان تلك الوقفة درس لا أنساه ولم اعد للاستسهال مرة اخرى وتأكدت من ان الصدق منجي فعلا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ