عايز اصرخ

 عاش طفل مدلل يطلب من الناس كل شيء و يعتمد على اهله في كل شيء وفي يوم من الايام طلب شيئا لما يحصل عليه وظل يصرخ ويصرخ ويصرخ و فجأة وجد انه لا يستطيع ان يخرج صوتا من فمه

خاف الطفل وذهب لأهله و عرف الاهل بأن الطفل اصابه مرض ما في صوته و اخذه الاب الى الطبيب و اندهش الطبيب لانه لم يجد اي سبب لتلك الاعراض

عرضته الام على طبيب اخر و طبيب اخر و مستشفى و في النهاية اجمع الجميع على انه سليم معافى وان احتجاب صوته لا سبب مرضي وراءه

نام الطفل حزين على ضياع صوته

عاش الطفل غاضبا مستاءا وزادت طلباته وزاد دلاله الى ان جاءه في الحلم ملاكا جميلا تحدث معه وقال

صوتنا ملك لنا ولكن علينا مسئولية

انت لم تستخدم صوتك لصالح نفسك او غيرك

الصوت للتواصل ، للمساعدة ، للتعبير

وليس للشكوى و الأذى و التكبر

قم بشيء في الدنيا يساعدك على ان يرجع لك صوتك

نهض الطفل من النوم وهو مستنكر ما رآه و ظل متجهما و سار في المنزل فداس بقدمه على لعبة تسببت في اذيته واراد ان يصرخ من الالم فلم يستطع ففكر وقال يجب ان افعل شيئا يساعد غيري في الا يتعرض لنفس الموقف فقام باخذ اللعبة ووضعها في صندوق بعيدا عن المسارات التي يسير فيها اهله

و ذهب الى المطبخ ليأكل فوجد عصفورا يقف على النافذه فقام باعطاءه بعض الحبوب

و احضر جبنا و بعض الخضروات و اكل منها فوجد ان هناك فلفلا حراقا الهب لسنه فصرخ من الالم فوجد صوتا ضعيفا خارجا من فمه

اندهش لسماع هذا الصوت الضعيف

قال لنفسه

هذا ما قاله الحلم

و علم انه كلما قام بما يسعد الناس ويبعد عنهم الاذى كلما عاد اليه صوته

اخذ بعض اللبن وذهب الى القطة المشردة التي تعيش في الجوار و سكب لها بعض اللبن في اناء

و ذهب الى حجرته فقام بترتيبها و ذهب الى والدته فاعطانا حضنا كبيرا

وظل يستعيد صوته كلما قام بما هو جميل حتى جاء اليوم الذي استعاد به صوته مجددا

اقسم الطفل انه سيتعلم ليصبح مدرسا في مدرسة ويستخدم صوته لكي يعلم الاخرين ويصبح صوتا سببا في ان تكون الحياة افضل