30 عاما من التطبيع ولكن

جمهوريتنا الاولى ما حضرتش اما اتولدت انا اصلا ما كنتش اتولدت ولما اتولدت كان خلص عبد الناصر على الاخوان ووالدي راح ليبيا هربا من امن الدولة لانه كل مشكلته هو الصلاة بانتظام في المسجد وقراءة القرآن وعمل حاجة تسببت انه اصبح خطر على امن الدولة وهو انه سأل على شيخ الجامع الاخواني وعرف انه اتقبض عليه وكان بيرسل لاسرته اموال تكفيهم شظف العيش وكان يرسل والدتي بالطعام للاسرة لانها كانت منبوذة من كل الجبناء وهم كثر في اول عهد الجمهورية الاولى
جمهوريتنا الاولى سمعت بها وعرفتها في اولى ابتدائي واحنا بنغني والله زمان يا سلاحي وسمعت عبد الناصر لما كل الناس كانت بتسمعه وهي مبسوطة ومنتشية لشعورها بالتفوق على كل العالم من اول امريكا وانجلترا وكمان اسرائيل اللي كان ممنوع نقول اسمها وغير موجودة على الخرائط واي يهودي يصبح هو عدوك
علمت ان عودتنا الى مصر تمت بسحب الباسبورات وانزالنا في مركب بضائع وذلك بعد عيد ميلادي الرابع وكان في نادي صيفي ودعا والدي من السفارة المصرية بعض الموظفين الذين يعلم عنهم انهم من اهل الثقة وليسوا من اهل الكفاءة ولعبت الغيرة بهم خاصة وان امي لم تكن تدلل زوجة السفير وتحضر لها الهدايا وتقدم فروض الولاء وظللنا في مصر عدة سنوات ابي ما بين الخوف من السجن الظالم وما بين العزة وعدم اللجوء الى اسرته الذين كانوا من اعيان المنوفية لئلا يظهر بمظهر الضعيف وهو كرامته كانت فوق كل شيء وانتهي اننا عدنا مرة اخرى في الرابعة الابتدائي الى طرابلس لأرى اليهود يبعيون في المحال ويعيشون في سلام وانا كنت مشحونة بانهم الاعداء وكنت اغضب حين ارى ابي يتحدث مع احدهم
ايضا حين زياراتنا الى تونس كنت ارى اليهودي منهم يعيش في تونس ويتاجر مع التجار وهو تونسي الجنسية واتت 67 بكل آلامها
كنت في طرابلس واسمع من اذاعة صوت العرب اننا نسقط الطائرات وننسف الدبابات وعشنا اوقاتا ظننا اننا نطرد المعتدي اليهودي ولا اقول الاسرائيلي وهوب فرت الدمعة من عيوننا جميعا
انهزمنا هزيمة نكراء وقد اسماها عبد الناصر نكسة وتسببت في ان اليهود تركوا البلاد العربية تجارا وذهبوا الى اسرائيل ولم اعد ارى يهوديا واحد في ليبيا ولا مصر ولا تونس على الرغم من ان امي كانت تخبرني بجارتها راشيل التي عاشت في أمان في الاسكندرية وقصص اليهود في مصر كثيرة وكلها سلمية
عاش اولادي في عصر ...... مبارك (اللي فاتت دي صفارة شالتها الرقابة) الذي حاول باستماتة ان يطبع العلاقات بيننا وبين اسرائيل والميزة الوحيدة التي اخذتها من هذا العصر هو التمييز بين اليهودي والصهيوني ، فاليهودي هو احد الذين يدينون بالديانة التي نزلت على سيدنا موسى والصهيوني هو فكر استعماري امبريالي عنيف يتميز بالدسائس والخديعة
وجاءت الثورة ووجدت ان الشباب وقف امام السفارة الاسرائيلي وطالب بخروجها من ارضنا وكانت بالنسبة لي مفاجأة كبيرة فكل السنوات الثلاثون لم تحسن من مظهر اسرائيل لدى الشباب وعلمت ان ممارسات الصهيونية العالمية في فلسطين وغزة ولبنان كانت تزرع نبات الغضب في قلوب الشباب وكانت تريهم اسرائيل بوجهها القبيح مهما عملت
ستظل اسرائيل عدو المصري مهما فعلت ومهما حاول البعض في زرع الفتنة بيننا وبين الفلسطينيين فنحن اخوة وبيننا صلة نسب وقرابة ويكفي ان بيت المقدس عندهم وان سيدنا عيسى عاش هناك وولد هناك
ستظل فلسطين عربية ونحبها كما لم نحبها من قبل وستظل مصر الاخت الكبرى للعرب ان لم تكن امهم جميعا
سيحمل الشباب تلك الراية ويقول ارض العرب هي ارضنا واهل اهلنا ولغتها لغتنا ودينها ديننا 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ