الحرب تحتاج لفيتامين سي اكيد

 

الحرب تحتاج لفيتامين سي اكيد

انا دخلت الجامعة في 73 يعني في عز ايام العز وايه هي ايام العز ايام تلت ايام الذل وايه هي ايام الذل هي ايام كانت اسرائيل مسيطرة على سيناء وكل يوم بيستحموا في القناة و يطلعولنا لسنهم و بنات مزز ينزلوا بالمايوهات قدام العساكر الصعايدة ودمنا يتحرق كل يوم والبلد مفيهاش مواد غذائية كنا بنقف طوابير في كل حاجة

اكيد اللي بيقف في الطوابير كعادة مصر هم ناس ارزقية بيقفوا في اي طابور علشان ياخد اي حاجة يزود على تمنها ويبيعها للي معاه

كان ايام الذل اللي بيروح فيها الجيش ما يطلعش يعني بعد ما يتخرج يدخل الجيش ويقعد 7 سنين ولسة بيتجددله وتقريبا الشباب كله في الجيش والاب بيصرف على الناس دي كلها وكانت الستات مش بتشتغل زي دلوقتي كانت الأم اللي بتشتغل مسترجلة حبتين ، مش زي دلوقتي

كان ايام الذل البلد علمانية اكتر من العلمانية في العالم يعني مفيش حاجة اسمها تراويح ولا صلاة واللي يصلي يبقى مستشيخ والناس الايليت يتريقوا عليه ويقولوله ناقص تربي دقنك وهم نفسهم كانوا بيربوا دقنهم لما رينجو بتاع البيتلز رباها

كان ايام الذل الناس تنزل كل يوم جمعة تروح حفلات الرقص الماتينيه وتتنطط وتلبس فاقع وعريان وكل ده لان هو ده الرقي وكل ما نقلد من غير ما نفهم يكون افضل لان الفهم ساعتها كان صعب على الناس

ايام الذل كانت فيتنام بتضرب والامريكان في الشوارع علشان ضد الحرب وهيبيز لان البلد مش عاجبهم تصرفاتها ولكن احنا كنا مع الحرب لكن عندنا شعور ان الحرب مش حتيجي لان البلد ما فيهاش فلوس تاكل يبقى ازاي حتجيب فلوس تجيب سلاح

ايام الذل كان السادات بيتكلم ويقول الحرب السنة دي ويرجع في كلامه واحنا كان نفسنا يتحرق بجاز علشان جاء من غير استئذان لانه كان رئيس مجلس الشعب وعبد الناصر مات من غير نائب

ايام الذل كانت لما تقرأ قرآن بتجويد اهلك يقولولك انت حتعمل فيها فقي

ايام الذل مكناش لسة عرفنا الشيخ شعراوي وكان الفقهاء هم ناس لابسين عمم بيتضحك عليهم في الافلام

ايام الذل كان الفلاح ما يجيبش سيرة انه من الفلاحين علشان الناس حتتريق عليه وكل واحد ينباهى بالعرق التركي والا الشركسي والا الكريتي المهم مش مصري

ايام الذل لما كنا نسافر اوروبا يقولولنا ناصر ده بكاش قال حارمي اليهود في البحر والا عرف يرمي حد

المهم ان اول ايام الجامعة كنا طالعين منتصرين من حرب اكتوبر ولكن الانتصار كان ناقصة حتة لأن كان فيه ثغرة والمحادثات بينا وبين الصهاينة في الكيلو 101 من القاهرة يعني بين الصهاينة و القاهرة ميت كيلو وده لوحده كان عاملي هسهس

اول ما دخلنا الجامعة قالوا في كلية الهندسة ان الصبيان لازم يدخلوا الدفاع المدني و يتعلموا حمل السلاح والبنات تروح المستشفيات علشان تتعلم تمريض

الله هو ده اللي انا عايزاه

اتعلم تمريض لان انا لازم اكون جاهزة لما الصهاينة يدخلوا البيت ويضربونا بالسلاح

واحدة كانت بتحمي اخواتها من الهنود الحمر وما تنامش علشان ما يطلعوش عندنا ببلطة مش حتجهز نفسها علشان الاسرائيليين

رحت المستشفى وياريتني ما رحت

قالولنا انتم بتعدوا على الاقسام المختلفة

انا عشت طفولتي في ليبيا ايام الطلاينة يعني كانت البلد فلة والمستشفيات فلتين والشوارع 3 فلل ورحت المستشفى الميري

وياريتني ما رحت

الريحة فظيعة والنظافة مريعة والناس اللي في السراير غلبانة وانا قال ايه لابسة ومتشيكة والاقي اول سرير واحد راجل بيقول لي قيسيلي النبض كدة انا حاسس اني حاموت

اكيد انا كان شكلي يدي انطباع بالثقة ولكن كان لازم ابص حوالي علشان الاقي حد ممكن ينقذ هذا المريض اللي حيموت ومعدتي ساعتها كانت في زوري من الخوف وقلبي بيدق على الطبلة وقلت له ماتخافش انا حاشوف حد

قال لي وليه مش انتي

قلت له هات ايدك

اكيد ما كنتش سامعة نبضه انا كنت سامعة قلبي في وداني

قلت له انت تمام لحظة واحدة

طلعت جري اشوف دكتور ولقيا ممرضة وزنها يزيد على المية بحبتين ومعاها عربية بتزقها مليانة عيش بلدي متهالك اسود اللون وقطع من الحلاوة واكياس سكر وليمون

قلتلها الحقي فيه واحد عيان وحيموت

ولم تعرني اهتمام

الوووو .... الووووو ... وزغرتلي زغرة فلولية بجد الفلول كانوا اكيد سلالة الناس دي

راحت ماشية قدامي وكل حتة فيها بتتهز من الخير والعز اللي عايشه فيه

ودخلت العنبر

وراحت جايبة رغيف منهم وحطت عليه حتة حلاوة منهم وبالمعلقة حطت بتاع 4 معالق سكر وليمونة وراحت على الراجل المستموت وعطيتهالة

الراجل المستموت قام قعد واخذ الرغيف بملحقاته وانا فاتحة بقي مترين لفوق

قلت لها بادب لا يصلح مع اللي زيها

هو حضرتك مش حتحطيلهم الاكل على اطباق

قالتلي وهي بتحضر الوجبة التانية للعيان اللي وراه

دول عهدة مش حاديهالهم

وقلت للراجل المستموت

هو ايه حكاية السكر و الليمون

قالي ليموناته

قلت له

حتسف السكر وتعصر الليمونة في بقك والا ايه

.........

اكيد ما ردش علي وانا ماشي في العنبر لوحدي لان مفيش واحدة من اصحابي توحد ربنا جت المستشفى معايا كلهم سابولي الطلعة دي لانهم بيخافوا من العدوى

طلعت وقلتلهم مفيش عنبر تاني اروحه

بعتوني للستات وياريتهم ما بعتوني

الستات هجمت علي واللي تقول لي شوفيلي كدة الورم اللي صدري ياختي موجود والا قل

ومحدش مصدق اني مش دكتورة مانا متشيكة جاتني القرف ، فيه حد يتشيك ووهو رايح الميري

طلعت بسرعة السيارة الجاكوار السوداء المحملة ببنزين نفاثات

وقلت مش رايحة المستشفيات تاني انا حاتطوع في الهلال الاحمر

رحت وقالولي تعالي علشان تحضري الدرس

وجالنا الممرض او التومرجي زي ما بيقولوا اللي لابس كاكي و جزمة سلبس من بتاعة باتا اللي صباعة طالع منها

قعد يقول اللي يتعور حطوله مكروكروم

اللي عنده برد ياخد فيتامين سي

وانا الصورة الذهنية اللي في دماغي

طيارات بتضرب في البيوت وناس ماشية في الشارع كلها شظايا

وده بيقول لي فيتامين

قمت من نص المحاضرة وقلت

انا قدها وقدود مش محتاجة منكم حاجة

خليت عندي قطن وشاش وميكروكروم وبلاستر وشوية فيتامين سي ما هو برضه الراجل بتاع الهلال الاحمر مش حمار

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامة الاذن التيسير

يجب التمهيد لوجود برص في البيت

الانسان تاريخ